قالَ الرَبُّ يَسوعُ: «جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَك.
مَا رَأْيُكُم؟ إِنْ كَانَ لِرَجُلٍ مِئَةُ خَرُوفٍ وضَلَّ وَاحِدٌ مِنْهَا، أَلا يَتْرُكُ التِّسْعَةَ والتِّسْعِيْنَ في الجِبَال، ويَذْهَبُ يَبْحَثُ عَنِ الخَرُوفِ الضَّالّ؟
وإِنْ وَجَدَهُ، أَلا يَفْرَحُ بِهِ ؟ أَلحقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَفْرَحُ بِهِ أَكْثَرَ مِنْ فَرَحِهِ بِالتِّسْعَةِ والتِّسْعِينَ الَّتِي لَمْ تَضِلّ !
هكَذَا، فَإِنَّ مَشِيْئَةَ أَبِيْكُمُ الَّذي في السَّمَاوَاتِ هِيَ أَلاَّ يَهْلِكَ أَحَدٌ مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار.
حنان الله
إنّ الله يدعونا إليه دائمًا ويبحثُ عنّا: "تعالوا إليّ، يا خرافي وأنا أريحُكم". لقد أعطانا الله، نحن الخطأة، الرُّوح القدس ولم يطلبْ منّا أيّ مقابل. لكنّه قالَ لكلّ منّا تمامًا كما قالَ لبطرس: "أتحبُّني؟" هكذا، إنّ الربّ لا ينتظرُ منّا إلاّ الحبّ؛ وهو يفرحُ عندما نلجأ إليه. إنّ رحمة الله للإنسان هي التالية: عندما يتوقّفُ الإنسان عن اقتراف الخطايا، وعندما ينحني أمام الله، فإنّ الربّ يغفرُ له كلّ زلاّته؛ ويعطيه نعمة الرُّوح القدس، والقوّة للتغلّب على الخطيئة. أمّا الأمر المثير للدهشة، فهو أنّ الإنسان يحتقرُ أخاه الإنسان عندما يكون فقيرًا وقذرًا؛ أمّا الله، فيَغفرُ كلّ شيء، كما تغفرُ الأمّ المُحبّة لإبنها. فهو لا ينبذًُ أيّ خاطئ يلجأ إليه، بل يَهبُه نعمة الرُّوح القدس... يا ربّ، أعطِني أن أذرفَ الدموع عن نفسي وعن العالم أجمع، كي تَعرفَكَ جميع الشعوب وتعيشَ في ظلّ جناحَيكَ إلى الأبد. يا ربّ، أهِّلْنا لنعمة الرُّوح القدس، فنتمكّنَ من فهم مجدِكَ... في نفسي توق شديد إلى أن تحلَّ رحمة الله على جميع الشعوب، فيَعرفَ العالم أجمع، وتعرفَ الشعوب جمعاء مدى الحنان الذي يحملُه الربّ في حبّه لنا، تمامًا كأبنائه الأحبّ إلى قلبه. إنّ الله يحبُّ الخاطئ التائب ويضمُّه بحنان إلى صدره: "أين كنتَ يا ولدي؟ فأنا أنتظرُكَ منذ زمن". وهكذا يدعو الله جميع الشعوب إليه بواسطة إنجيله، ويتردّدُ صوتُه في العالم أجمع: "تعالوا إليّ يا خرافي! إعلَموا بأنّي أحبّكم!"
#شربل سكران بالله