12 Jun
12Jun


إنجيل القدّيس لوقا 44-35:12

قالَ الرَبُّ يَسوعُ: «لِتَكُنْ أَوْسَاطُكُم مَشْدُودَة، وَسُرْجُكُم مُوقَدَة.

وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَع، فَتَحُوا لَهُ حَالاً.

طُوبَى لأُولئِكَ العَبِيدِ الَّذينَ، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُم، يَجِدُهُم مُتَيَقِّظِين. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَشُدُّ وَسْطَهُ، وَيُجْلِسُهُم لِلطَّعَام، وَيَدُورُ يَخْدُمُهُم.

وَإِنْ جَاءَ في الهَجْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَة، وَوَجَدَهُم هكذَا، فَطُوبَى لَهُم!

وٱعْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب.

فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!».

فَقَالَ بُطرُس: «يَا رَبّ، أَلَنَا تَقُولُ هذَا المَثَل، أَمْ لِلْجَمِيع؟».

فَقَالَ الرَّبّ: «مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟

طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هكذَا!

حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُقْتَنَياتِهِ.

القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

العظة 210، 5

«طوبى لِأولَئِكَ ٱلعَبيدِ ٱلَّذينَ إِذا جاءَ سَيِّدُهُم وَجَدَهُم ساهِرين»

"لِتَكُنْ أَوساطُنا مَشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُنا مُوقَدَة"، " ولنكن "مِثلَ رِجالٍ يَنتَظِرونَ رُجوعَ سَيِّدِهم مِنَ العُرس" (لو 12: 35-36). ولا نكوننَّ مثل الملحدين الذين يقولون: "فلْنَأكُلْ ولْنَشرَبْ فإِنَّنا غَدًا نَموت" (1كور 15: 32). فكلّما كان يوم مماتنا غير أكيد، كلّما ازدادت معاناتنا من تجارب هذه الحياة، وكلّما توجّب علينا أن نصوم ونصلّي لأنّنا غدًا قد نموت بالفعل. قال الربّ لتلاميذه: "بَعدَ قَليلٍ لا تَرَونَني ثُمَّ بَعدَ قَليلٍ تُشاهِدونَني" (يو 16: 16). ولقد قال عن تلك الساعة: "ستَبكون وتَنتَحِبون، وأَمَّا العاَلمُ فَيَفَرح" (يو 16: 20)، هذا هو زمن هذه الحياة المليئة بالتجارب والتي نعبر فيها بعيدًا عنه. ولكنّه أضاف: "ولكِنِّي سأَعودُ فأَراكُم فتَفَرحُ قُلوبُكم وما مِن أَحَدٍ يسلُبُكم هذا الفَرَح" (يو 16: 22). وبفضل الرجاء الذي يمنحنا إيّاه الربّ الأمين في وعوده، لا يغادرنا الشعور بالفرح إلى أن يكتمل فينا الفرح العظيم يومَ "نُصبِحُ عِندَ ظُهورِه أَشباهَه لأَنَّنا سَنَراه كما هو" (1يو 3: 2)، عندها "ما مِن أَحَدٍ يسلُبُنا هذا الفَرَح"... قال ربُّنا: "إِنَّ المرأَةَ تَحزَنُ عِندما تَلِد لأَنَّ ساعتَها حانَت. فإِذا وَضَعتِ الطَّفْلَ لا تَذكُرُ شِدَّتَها بَعدَ ذلك لِفَرَحِها بِأَن قد وُلِدَ إِنسانٌ في العالَم" (يو 16: 21). هذا هو الفرح الذي لن يسلبنا إيّاه أحد والذي سيملأ قلوبنا عندما ننتقل من مفهومنا الحالي للإيمان إلى النور الأبديّ. فلنلجأ الآن إذًا إلى الصوم والصلاة لأننا نعيش في فترة المخاض.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.