12 Jun
12Jun


إنجيل القدّيس متّى 35-21:18

دَنَا بُطْرُسُ مِنْ يَسُوعَ وقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، كَمْ مَرَّةً يَخْطَأُ إِليَّ أَخِي، وأَظَلُّ أَغْفِرُ لَهُ؟ أَإِلى سَبْعِ مَرَّات؟».

قَالَ لَهُ يَسُوع: «لا أَقُولُ لَكَ: إِلى سَبْعِ مَرَّات، بَلْ إِلى سَبْعِيْنَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّات.

لِذلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ مَلِكًا أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ.

وبَدَأَ يُحَاسِبُهُم، فَأُحْضِرَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ لَهُ بِسِتِّينَ مَلْيُونَ دِيْنَار.

وإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي بِهِ دَيْنَهُ، أَمَرَ سَيِّدُهُ بِأَنْ يُبَاعَ هُوَ وزَوْجَتُهُ وأَوْلادُهُ وكُلُّ مَا يَمْلِكُ لِيُوفِيَ الدَّيْن.

فَوَقَعَ ذلِكَ العَبْدُ سَاجِدًا لَهُ وقَال: أَمْهِلْنِي، يَا سَيِّدِي، وأَنَا أُوفِيكَ الدَّيْنَ كُلَّهُ.

فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ وأَطْلَقَهُ وأَعْفَاهُ مِنَ الدَّيْن.

وخَرَجَ ذلِكَ العَبْدُ فَوَجَدَ وَاحِدًا مِنْ رِفَاقِهِ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِيْنَار، فَقَبَضَ عَلَيْهِ وأَخَذَ يَخْنُقُهُ قَائِلاً: أَوْفِنِي كُلَّ مَا لِي عَلَيْك.

فَوَقَعَ رَفِيْقُهُ عَلى رِجْلَيْهِ يَتَوَسَّلُ إِليْهِ ويَقُول: أَمْهِلْنِي، وأَنَا أُوفِيْك.

فَأَبَى ومَضَى بِهِ وطَرَحَهُ في السِّجْن، حَتَّى يُوفِيَ دَيْنَهُ.

ورَأَى رِفَاقُهُ مَا جَرَى فَحَزِنُوا حُزْنًا شَدِيْدًا، وذَهَبُوا فَأَخْبَرُوا سَيِّدَهُم بِكُلِّ مَا جَرى.

حِينَئِذٍ دَعَاهُ سَيِّدُهُ وقَالَ لَهُ: أَيُّهَا العَبْدُ الشِّرِّير، لَقَدْ أَعْفَيْتُكَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الدَّيْن، لأَنَّكَ تَوَسَّلْتَ إِليَّ.

أَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ رَفيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنا؟!

وغَضِبَ سَيِّدُهُ فَسَلَّمَهُ إِلى الجَلاَّدين، حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا عَلَيْه.

هكَذَا يَفْعَلُ بِكُم أَيْضًا أَبي السَّمَاوِيّ، إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُم لأَخِيْه، مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُم».

القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

العظة 83، 2

«أَعْفِنا مِمَّا علَينا فَقَد أَعْفَينا نَحْنُ أَيْضاً مَن لنا عَلَيه» (مت 6: 12)

كلّ إنسان مدين لله، ولأخيه دين عليه. هل هناك شخص غير مدين بشيء لله إلاّ ذاك الذي يخلو من الخطيئة؟ ومَن هو الإنسان الذي ليس لديه أخ مدين إلاّ ذاك الذي لم يسيء إليه أحد. أتعتقد أنّه يمكن أن تجد إنسانًا واحدًا في الجنس البشري لم يرتكب أيّ خطأ تجاه أحد الإخوة؟ إذًا، كلّ إنسان هو مدين لشخص ما، ولديه هو أيضًا مدين. لهذا السبب، أعطاك الله العادل قاعدة عليك اتّباعها تجاه مدينك، وهذه القاعدة سوف يطبّقها على مدينه. هناك في الواقع نوعان من أعمال الرحمة التي يمكن أن تحرّرنا. وقد ذكرهما الربّ نفسه بإيجاز في إنجيله: "أُعْفُوا يُعْفَ عَنكم"؛ "وأَعطُوا تُعطَوا" (لو 6: 37-38). يرتبط العمل الأوّل بالمغفرة والثاني بالمحبّة. تحدّث الربّ عن المغفرة. فإن كنت ترغب في الحصول على المغفرة لخطاياك، هنالك خطايا يجب أن تغفرها أيضًا لشخص ما. والأمر سيّان بالنسبة إلى أعمال المحبّة: يطلب منك متسوّل الصدقة وأنت متسوّل الله. فنحن جميعًا متسوّلو الله عندما نصلّي. نحن نقف أو بالأحرى ننحني أمام باب أبينا، أبينا العظيم! ونحن نتوسّل إليه بالأنين، راغبين في الحصول منه على شيء: وهذا الشيء هو الله نفسه. ماذا يطلب منك المتسوّل؟ الخبز. وأنت ماذا تطلب من الله؟ ببساطة، أنت تطلب المسيح الذي قال: "أنا الخبز الحيّ الذي نزل من السماء" (يو 6: 51). أتريدون أن يُعفى عنكم؟ "أُعفُوا يُعْفَ عَنكم". أتريدون أن تُعطوا؟ "أَعطُوا تُعطَوا".



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.