14 Jun
14Jun


إنجيل القدّيس متّى 30-25:11

قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ والأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ والفُهَمَاء، وأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال!

نَعَمْ، أَيُّها الآب، لأَنَّكَ هكَذَا ٱرْتَضَيْت!

لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ ٱلٱبْنَ إِلاَّ الآب، ومَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ ٱلٱبْن، ومَنْ يُرِيدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ.

تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم.

إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم.

أَجَل، إِنَّ نِيْري لَيِّن، وحِمْلي خَفِيف!».

القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

الاعترافات، الجزء الأوّل، 1-5

«تَعالَوا إِليَّ جَميعاً أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم»

"الرَّبُّ عَظيمٌ ومُسبَّحٌ جِدًّا ولا حَدَّ لِعَظَمَتِه" (مز 145[144]: 3). "إِلهُنا عَظيمٌ شديدُ القُوَّة ولا قِياسَ لإدْراكِه" (مز 147[146]: 5)؛ وبالرغم من كلّ ذلك، يريد الإنسان أن يسبّحك، الإنسان الذي لا يتعدّى كونه جزءًا صغيرًا من خلقك، الإنسان الذي يحمل معه قابليّته للموت في كلّ مكان، الإنسان الذي يحمل معه شهادة خطيئته والذي يعترف "بـأنّك تكابر المتكبّر" (يع 4: 6). بالرغم من كلّ ذلك، هذا الجزء الصغير من خليقتك، هذا الإنسان يريد أن يسبّحك. أنت تدفعه ليبحث عن سعادته في تسبيحك، لأنّك صنعتنا لك، ولا يجد قلبنا الراحة حتى يرتاح فيك أنتَ وحدك... "ويسبّح الربَّ مُلتمِسوه" (مز 22[21]: 27). مَن يلتمسه سيجده، ومَن يجده سيسبّحه. اجعلْني ألتَمِسُك يا إلهي، من خلال التضرّع إليك؛ واجعلْني أتضرّع إليك من خلال الإيمان بك! لأنّك كُشِفتَ لنا من خلال البشارة. ذلك الإيمان الذي أعطيتني إيّاه يتضرّع إليك، يا إلهي؛ ذلك الإيمان الذي ألهمتَني إيّاه بتجسّد ابنك وبخدمة المبشِّر بك. وكيف أتضرّع إلى إلهي، إلى إلهي وربّي؟ عندما أتضرّع إليه، سأدعوه ليأتي إليّ. لكن هل يوجد بداخلي مكان يمكن أن يحلّ فيه الربّ إلهي، هذا الربّ "الذي صنع السَّماوات والأرض" (تك 1: 1). إذًا يا إلهي، هل من مكان يسعك بداخلي؟ هل الأرض والسماء اللتان خلقتهما، وحيث خلقتني، يمكن أن تسعاك؟... بما أنّني موجود، أيمكنني أن أطلب منك الحلول فيّ، أنا الذي لا يمكن أن أكون موجودًا إذا لم تكن أنت موجودًا فيّ؟... مَن سيمنحني أن أستريح فيك؟ مَن سيمنحني أن تأتي إلى قلبي، وأن تسكره حتّى أنسى آلامي وأتمكّن من معانقتك، أنتَ يا كلّ ما أملك؟ مَن أنتَ بالنسبة إليّ؟ أشفق عليّ حتّى أستطيع أن أتكلّم. مَن أنا في عينيك، حتّى تأمرني بأن أحبّك؟... في رحمتك يا إلهي، قل لي مَن أنت بالنسبة إليّ. "قُلْ لِنَفْسي: أَنا خَلاصُكِ" (مز 35[34]: 3). قل ذلك حتّى أسمعه. ها هي أذن قلبي مصغية أمامك، يا إلهي. اجعلها تسمعك تقول "لِنَفْسي: أَنا خَلاصُكِ". أريد أن أركض نحو تلك الكلمة وأمسك أخيرًا بك.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.