قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «كُونُوا أَنْتُم عَلى حَذَر: سَيُسْلِمُونَكُم إِلى المَجَالِسِ وَالمَجَامِع، ويَضْرِبُونَكُم، ويُوقِفُونَكُم أَمَامَ الوُلاةِ وَالمُلُوك، مِنْ أَجْلِي، شَهَادةً لَهُم.
ولا بُدَّ أَنْ يُكْرَزَ أَوَّلاً بِٱلإِنْجِيلِ في كُلِّ الأُمَم.
وحِينَ يَسُوقُونَكُم لِيُسْلِمُوكُم، لا تَهْتَمُّوا بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، بَلْ تَكَلَّمُوا بِمَا تُعْطَونَهُ في تِلْكَ السَّاعَة، لأَنَّكُم لَسْتُم أَنْتُمُ المُتَكَلِّمِين، بَلِ ٱلرُّوحُ القُدُس.
وسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلَى وَالِدِيهِم، ويَقْتُلُونَهُم.
ويُبْغِضُكُم جَمِيعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي. ومَنْ يَصْبِرْ إِلى النِّهَايَةِ يَخْلُصْ.
عظات للآحاد وأعياد القدّيسين
إنّ الرُّوح القدس هو "نَهرٌ مِن نار" (دا 7: 10)، وهو نارٌ إلهيّة. كما تعملُ النار في الحديد، كذلك هذه النار الإلهيّة تعملُ في القلوب الدَنِسة، والباردة والقاسية. عند احتكاكها بهذه النار، تفقدُ النفس شيئًا فشيئًا خُبثها، وبرودتها وقساوتها وتتحوّلُ برمّتها لتُشبهَ النار التي تشتعلُ فيها. فإن وُهبَ الرُّوح للإنسان، وإنْ نُفِخَ فيه، فهذا لكي يحوّلَه إلى شبيه له، قدر المستطاع. تحت تأثير النار الإلهيّة، يتطهّرُ الإنسان، ويصيرُ حارًّا، ويصبحُ سائلاً، يصل إلى محبّة الله، وفقًا لما قالَه الرسول بولس: "لأَنَّ مَحَبَّةَ اللّه أُفيضَت في قُلوبِنا بِالرُّوحَ القُدُسِ الَّذي وُهِبَ لَنا" (رو 5: 5).
#شربل سكران بالله