قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «إِنْ تُحِبُّونِي تَحْفَظُوا وَصَايَاي.
وأَنَا أَسْأَلُ الآبَ فَيُعْطِيكُم بَرَقلِيطًا آخَرَ مُؤَيِّدًا يَكُونُ مَعَكُم إِلى الأَبَد.
هُوَ رُوحُ ٱلحَقِّ الَّذي لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لا يَرَاه، ولا يَعْرِفُهُ. أَمَّا أَنْتُم فَتَعْرِفُونَهُ، لأَنَّهُ مُقيمٌ عِنْدَكُم، وهُوَ فِيكُم.
لَنْ أَتْرُكَكُم يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُم.
عَمَّا قَلِيلٍ لَنْ يَرانِيَ العَالَم، أَمَّا أَنْتُم فَتَرَونَنِي، لأَنِّي أَنَا حَيٌّ وأَنْتُم سَتَحْيَون.
في ذلِكَ اليَومِ تَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا في أَبِي، وأَنْتُم فِيَّ، وأَنَا فيكُم.
مَنْ كَانَتْ لَدَيْهِ وَصَايَاي ويَحْفَظُهَا، هُوَ الَّذي يُحِبُّنِي. ومَنْ يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وأَنَا أُحِبُّهُ وأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي».
قَالَ لَهُ يَهُوذَا، لا ذَاكَ الإِسْخَريُوطِيّ: «يَا رَبّ، مَاذَا جَرَى حَتَّى تُظْهِرَ ذَاتَك لَنَا، لا لِلعَالَم؟».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «مَنْ يُحِبُّنِي يَحْفَظُ كَلِمَتِي، وأَبِي يُحِبُّهُ وإِلَيْهِ نَأْتِي، وعِنْدَهُ نَجْعَلُ لَنَا مَنْزِلاً.
مَنْ لا يُحِبُّنِي لا يَحْفَظُ كَلِمَتِي. والكَلِمَةُ الَّتِي تَسْمَعُونَهَا لَيْسَتْ كَلِمَتِي، بَلْ كَلِمَةُ الآبِ الَّذي أَرْسَلَنِي.
كَلَّمْتُكُم بِهذَا، وأَنَا مُقِيمٌ عِنْدَكُم.
لكِنَّ البَرَقْلِيط، الرُّوحَ القُدُس، الَّذي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِٱسْمِي، هُوَ يُعَلِّمُكُم كُلَّ شَيء، ويُذَكِّرُكُم بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُم.
Esprit du Curé d'Ars dans ses Catéchismes, ses Sermons, ses Conversations. (Abbé Monnin, Eds. Tequi 2007, p. 61-63 ; rev.)
ليس الإنسان شيئًا بِحَدِّ ذاته، ولكنّه شيءٌ عظيمٌ مع الرُّوحِ القُدُس. فالإنسان أرضيّ بكليّته وحيوانيّ بكليّته. والرُّوح القُدُس وحده مَن يستطيع أن يرفعَ نفسه ويحملها إلى العُلى. وكمِثل تِلكَ النَّظارات الّتي تُكَبِّرُ الأشياء، يُرينا الرُّوحُ القُدُس الخير والشرّ بحجمٍ كبير. فمع الرُّوحِ القُدُسِ نرى كلّ شيء بحجمٍ أكبر. نرى عظمة الأفعال الصغيرة الّتي تتمّ من أجل الله وجسامة الأخطاء الصغيرة. وكالساعاتيّ الّذي يميّز من خلال نظّاراته أصغر دواليب الساعة، نميّز بأنوار الرُّوحِ القُدُس تفاصيل حياتنا الفقيرة كلّها. فمن دون الرُّوحِ القُدُسِ، يبدو كلّ شيء باردًا: لذلك عندما نشعر أنّ الحرارة تتلاشى، لا بدّ من أن نسرع في الصَّلَاةِ لِلرُّوحِ القُدُس لطلبِ الإيمان والمحبّة!
#شربل سكران بالله