قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلى الأَرْضِ سَلامًا، مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلامًا بَلْ سَيْفًا.
جِئْتُ لأُفَرِّقَ بَيْنَ الرَّجُلِ وَأَبِيْه، والبِنْتِ وأُمِّهَا، والكَنَّةِ وحَمَاتِهَا.
وأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ.
مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَو أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلا يَسْتَحِقُّني. ومَنْ أَحَبَّ ٱبْنًا أَوِ ٱبْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلا يَسْتَحِقُّنِي.
ومَنْ لا يَحْمِلُ صَلِيبَهُ ويَتْبَعُنِي فَلا يَسْتَحِقُّنِي.
مَنْ وَجَدَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.
الفقرات 306 – 308
إنّ الله هو سيّد تصميمه المطلق. غير أنّه يستعين أيضًا، في تحقيقه، بعمل خلائقه. وليس ذلك بعلامة ضعفٍ، إنّما دليل عظمة الله الكلّي القدرة وجودته؛ لأنّ الله لا يمنح خلائقه أن يوجدوا وحسب، بل يمنحهم أيضًا كرامة العمل الذاتي... وأن يشتركوا هكذا في إتمام تصميمه. والله يمنح البشر المقدرة على الاشتراك الحرّ في عنايته بأن يُلقي إليهم بمسؤوليّة "إخضاع الأرض والتسلّط عليها" (راجع تك1: 26-28). وهكذا يُعطي الله البشر أن يكونوا أصولاً عاقلة وحُرّة لإتمام عمل الخلق، وتحقيق التناغم لصالحهم وصالح قريبهم. وإن كان البشر في كثير من الأحيان شركاء غير واعين في إرادة الله، فإنّهم يستطيعون أن يدخلوا اختياريًّا في التصميم الإلهي، بأعمالهم وصلواتهم، ثمّ بآلامهم أيضًا. وهم يصبحون إذ ذاك كليًّا "عاملين مع الله" (راجع 1كور 3: 9؛ 1تس 3: 2) وملكوته. إنّ هذه الحقيقة لا تنفصل عن الإيمان بالله الخالق: أنَّ الله يعمل في كلّ عمل لخلائقه. إنّه الأصل الأوّل التي تعمل في الأصول الثانية وبها: "إِنَّ اللهَ هو الَّذي يَعمَلُ فيكُمُ الإِرادَةَ والعَمَلَ في سَبيلِ رِضاه" (في 2: 13).
#شربل سكران بالله