تَمَّ زَمَانُ إِليصَابَاتَ لِتَلِد، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا.
وسَمِعُ جِيرانُهَا وأَقَارِبُها أَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا، فَفَرِحُوا مَعَهَا.
وفي اليَوْمِ الثَّامِنِ جَاؤُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيّ، وسَمَّوْهُ بِٱسْمِ أَبِيهِ زَكَريَّا.
فأَجَابَتْ أُمُّهُ وَقالَتْ: «لا! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا!».
فقَالُوا لَهَا: «لا أَحَدَ في قَرابَتِكِ يُدْعَى بِهذَا ٱلٱسْم».
وأَشَارُوا إِلى أَبِيهِ مَاذَا يُريدُ أَنْ يُسَمِّيَهُ.
فطَلَبَ لَوْحًا وكَتَب: «إِسْمُهُ يُوحَنَّا!». فَتَعَجَّبُوا جَمِيعُهُم.
وٱنْفَتَحَ فَجْأَةً فَمُ زَكَرِيَّا، وٱنْطَلَقَ لِسَانُهُ، وَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ ويُبَارِكُ ٱلله،
فَٱسْتَولى الخَوْفُ على جَمِيعِ جِيرانِهِم، وتَحَدَّثَ النَّاسُ بِكُلِّ هذِهِ الأُمُورِ في كُلِّ جَبَلِ اليَهُودِيَّة.
وكانَ كُلُّ مَنْ سَمِعَ بِذلِكَ يَحْفَظُهُ في قَلْبِهِ قَائِلاً: «ما عَسَى هذَا الطِّفْلُ أَنْ يَكُون؟». وكانَتْ يَدُ الرَّبِّ حَقًّا مَعَهُ.
العظة 99
يستطيع يوحنّا المعمدان بحقّ أن يقول عن الربّ مخلّصنا: "لا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر. ولا بُدَّ لي مِن أن أَصغُر" (يو 3: 30). لقد تحقّق هذا الإقرار في هذا الوقت بالذات: عند ميلاد الرّب يسوع المسيح، طالت الأيّام؛ أمّا بالنسبة ليوحنّا فقد قصُرت... عندما ظهر المخلّص، طال اليوم بدون شكّ؛ لقد تراجع في اللحظة الّتي وُلد فيها آخر نبيّ لأنّه مكتوب: "دامَ عَهْدُ الشَّريعَةِ والأَنبِياءِ حتَّى يوحَنَّا" (لو 16: 16). كان من المحتّم أنّ يتوقّف حكم الشريعة بدّأت نعمة الإنجيل بالّلمعان؛ فقد تلى مجد العهد الجديد نبوءة العهد القديم... قال الإنجيليّ عن ربّنا يسوع المسيح: " كان النُّورُ الحَقّ الَّذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان آتِياً إِلى العالَم" (يو 1: 9)... ففي الوقت الّذي غشّى فيه طول الليل النهارَ بكامله، أشرق في الظّلمات مجيءّ الربّ فجأة. فإن كان ميلاده قد طرد ظلمات خطايا البشريّة، فقد أنهى مجيئه الليل وجلب للبشر النور والنهار... قال الربّ أنّ يوحنّا المعمدان هو سراج: " كانَ يوحَنَّا السِّراجَ المُوقَدَ المُنير" (يو 5: 35). يبهت ضوء المصباح عندما تلمع أشعّة الشمس؛ يخفت ضوء السّراج، منهزمةً ببهاء أشعّة أكثر لمعانًا. أيّ إنسان مفكّر يحتاج إلى مصباح في وضح النهار...؟ من يأتي بعد ليتلقّى معموديّة يوحنّا الّتي هي للتوبة (راجع مر 1: 4)، في حين أنّ معمودية الرّب يسوع تجلب الخلاص؟
#شربل سكران بالله