10 Jul
10Jul

إنجيل القدّيس لوقا 23-14:11

كانَ يَسُوعُ يُخْرِجُ شَيْطَانًا أَخْرَس. فَلَمَّا أَخْرَجَ الشَّيْطَانَ تَكَلَّمَ الأَخْرَس، فَتَعَجَّبَ الجُمُوع.
وَقالَ بَعْضُهُم: «إِنَّهُ بِبَعْلَ زَبُول، رَئِيسِ الشَّيَاطِين، يُخْرِجُ الشَّيَاطِين».
وَكانَ آخَرُونَ يَطْلُبُونَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِيُجَرِّبُوه.
أَمَّا يَسُوعُ فَعَلِمَ أَفْكَارَهُم وَقَالَ لَهُم: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ عَلى نَفْسِها تَخْرَبْ، فَيَسْقُطُ بَيْتٌ عَلَى بَيْت.
وَإِنِ ٱنْقَسَمَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا عَلَى نَفْسِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ لأَنَّكُم تَقُولُون: إِنِّي بَبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين.
وَإِنْ كُنْتُ أَنا بِبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين، فَأَبْنَاؤُكُم بِمَنْ يُخرِجُونَهُم؟ لِذلِكَ فَهُم أَنْفُسُهُم سَيَحْكُمُونَ عَلَيكُم.
أَمَّا إِنْ كُنْتُ أَنَا بِإِصْبَعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين، فَقَدْ وَافَاكُم مَلَكُوتُ الله.
عِنْدَمَا يَحْرُسُ القَوِيُّ دَارَهُ وَهُوَ بِكَامِلِ سِلاحِهِ، تَكُونُ مُقْتَنَيَاتُهُ في أَمَان.
أَمَّا إِذَا فَاجَأَهُ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ وَغَلَبَهُ، فَإِنَّهُ يُجَرِّدُهُ مِنْ كَامِلِ سِلاحِهِ، الَّذي كَانَ يَعْتَمِدُ عَلَيْه، وَيُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ.
مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُبَدِّد.

القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ (نحو 130 - نحو 208)، أسقف ولاهوتيّ وشهيد

ضدّ الهرطقات، الجزء الرّابع

إصبع الله

إنّ الإنسان هو مزيج من نفسٍ وجسد، هو جسد مشُكَّل على صورة الله ومكوَّنٌ بواسطة يديه الاثنتين، أي الابن والرُّوح. فلهما توجّه الله الآب بالقول في سفر التّكوين: "لِنَصنَعِ ٱلإِنسانَ عَلى صورَتِنا كَمِثالِنا" (تك 1: 26) ...ولكن كيف ستتألّه يومًا إن لم تُخلَق إنسانًا بعد؟ كيف ستكون كاملاً، وقد تمّ خلقك للتوّ؟ كيف ستكون خالدًا، في حين أنّك، وأنت بطبيعة مائتة، لم تُطِع خالقك؟... بما أنّك عمل الله، فانتظر بصبر يد صانعك، الذي يفعل كلّ شيء في الوقت المناسب. قدّم له قلبًا مرنًا ومطواعًا واحتفظ بالشكل الذي أعطاه لك هذا الفنّان، إذ فيك المياه التي تأتي منه والتي بدونها، ومن خلال تصلّبك، قد ترفض بصمة أصابعه.عندما تسمح له بِصُنعِك، سوف تصعد إلى الكمال، لأنّ الطين الذي فيك سيكون مخفيًّا بواسطة فنّ الله هذا. يده خَلَقَت مادّتك... أمّا إن كنت بتصلّبك ترفض فنّه وتُظهر استياءك من أنّه جعلك إنسانًا، فسوف تكون قد رفضتَ بنكرانك الجميل تجاه الله ليس فقط فنّه ولكن الحياة نفسها؛ لأنّه التكوين إنّما هو خاصّة طيبة الله، وأن تكون مصنوعًا إنّما هو خاصّ بطبيعة الإنسان. إذًا إن سلّمت له ذاتك بإعطائه إيمانك به والخضوع، سوف تستفيد فنّه، وستكون عمل الله الكامل. على العكس من ذلك، إن قاومتَه وفررتَ من يديه، فإنّ سبب عدم اكتمالك يكمن فيك أنت الذي لم تُطِع، وليس فيه.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.