10 Jul
10Jul


إنجيل القدّيس لوقا 26-24:11

قالَ الربُّ يَسوعُ: «إِنَّ الرُّوحَ النَّجِس، إِذَا خَرَجَ مِنَ الإِنْسَان، يَطُوفُ في أَمَاكِنَ لا مَاءَ فِيها، يَطلُبُ الرَّاحَةَ فَلا يَجِدُهَا، فَيَقُول: سَأَعُودُ إِلى بَيْتِي الَّذي خَرَجْتُ مِنْهُ.
وَيَعُودُ فَيَجِدُهُ مَكْنُوسًا، مُزَيَّنًا.
حِينَئِذٍ يَذْهَبُ وَيَجْلُبُ مَعَهُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنْهُ شَرًّا، وَيَدْخُلُون، وَيَسْكُنُونَ في ذلِكَ ٱلإِنْسَان، فَتَكُونُ حَالَتُهُ الأَخِيرَةُ أَسْوَأَ مِنْ حَالَتِهِ الأُولى.

عظة منسوبة للقدّيس مقاريوس (؟ - 405)، راهب مصريّ

العظة 33

«ونَحْنُ بَيتُهُ» (عب 3: 6)

إنّ الرّب يدخل إلى النفس الحارّة، ويجعل منها عرش مجده، حيث يجلس ويسكن... إنّ هذا المسكن الذي يقطنه سيّده مليء بالنِّعم وبالترتيب وبالجمال. هكذا أيضَا تكون حال النفس التي يكون الرّبُّ معها ويسكن فيها مليئةً ترتيبًا وجمالاً. إن تلك النّفس "تمتلك" الربّ وكلّ كنوزه الرُّوحيّة. فهو ساكنها، وقائدها.لكن كم هو قبيح ذلك المنزل الذي تغيّب عنه سيّده، حيث أنّ الربّ بعيد! إنّه يخرب، ويتحوّل إلى أنقاض، ويمتلئ بالأوساخ والفوضى. كما يصبح حسب قول النبيّ، "مأوًى لِبَناتِ آوى ومَسرَحاً لِبَناتِ النَّعام وتُلاقي وُحوشُ القَفْرِ الضِّباع..." (إش 34: 13-14). إنّ المنزل المهجور يمتلئ بالهررة والكلاب والقُمامة. وكم هي تعيسة النفس التي لا تستطيع أن تقوم من سقطتها المميتة، والتي تدع ذاتها تنساق إلى كره عريسها وإلى تحوّل أفكارها عن الرّب يسوع المسيح.لكن عندما يراها الربّ تستجمع ذاتها، وتبحث ليلاً ونهارًا عن ربّها، وتصرخ متوجّهة إليه كي يدعوها ويحثّها على "وُجوبِ المُداوَمةِ على الصَّلاةِ مِن غَيرِ مَلَل" كي "يُنصِفَ اللهُ مُختاريهِ الَّذينَ يُنادونه نهاراً ولَيلاً" (لو 18: 1+7). لقد وعد بذلك، وسوف "يقدّسها مُطهِّرًا إيّاها بِغسلِ الماءِ وكَلِمَةٍ تَصحَبُه، فيَزُفَّها إلى نَفسِه كَنيسةً سَنِيَّة لا دَنَسَ فيها ولا تَغَضُّنَ ولا ما أشبهَ ذلك، بل مُقدَّسةٌ بِلا عَيب" (أف 5: 26-27). آمن بوعده؛ إنّه حقيقة. تطلّع إذا وجدَتْ نفسُكَ النور الذي سيضيئ خطواتها، وقوّتها وشرابها الحقيقي الذي هو الربّ. هل تنقصك هذه الأمور؟ ابحث عنها ليلاً ونهارًا، ستجدها.


#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.