12 Jul
12Jul

إنجيل القدّيس لوقا 32-27:11

فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا».
أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها!».
وفيمَا كانَ الجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: «إِنَّ هذَا الجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان.
فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِهذَا ٱلجِيل.
مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذا الجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان.
رِجَالُ نِينَوى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذا الجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان.

القدّيس بطرس خريزولوغُس (نحو 406 - 450)، أسقف رافينا وملفان الكنيسة

العظة رقم 3

«إِنَّ هٰذا الجِيلَ جيلٌ فاسِدٌ يَطلُبُ آية، ولَن يُعْطى سِوى آيةِ يُونان»

إنّ يونان قرّر طوعًا وبنفسه أن يُرمى خارج المركب ليَخلُصَ مَنْ فيه فقال لرفاقه: "خُذوني وأَلْقوني إِلى البَحرِ فيَسكُنَ البَحرُ عنكم..." (يون 1: 12)، وهذا يرمز إلى آلام الربّ الطوعيّة... لكن، ها إنّ وَحشًا يظهر من الأعماق، سَمَكَةٌ عملاقة تقترب... وشكّل هذا الوحش صورة مسبقة كاملة الوضوح لموت الرّب وقيامته(...)بالفعل، فإن هذا الوحش الماثل أمام يونان، لم يكن سوى صورة مرعبة عن الجحيم، الذي بينما فَغَر فمه الجائع ليلتهم النبيّ، تذوّق وفهم قدرة خالقه. وعند التهامه وجد نفسه مُرغَمًا على عدم التهام أحد من بعده. إنّ إقامة يونان المخيفة في أحشاء الحوت، أَعَدَّت مَسكِنًا للزائر الآتي من عَلو: وكأنّ مَنْ كَان سببًا للتّعاسة (أي الحوت الّذي يمثل صورة مسبقة للصّليب والقبر)، أصبح السفينة العجيبة لمسار ضروري، مُبْقِيةً راكبها لتقذفه بعد ثلاثة أيّام على الشاطئ. هكذا أُعطي للوثنيّين ما أُخِذَ من أعداء المسيح. وعندما طلب هؤلاء آية، رأى الربّ أنّ هذه هي الآية الوحيدة التي ستُعطى لهم، ومن خلالها سيفهمون أنّ المجد الذي كانوا قد رجوا تلقّيه من المسيح، كان يجب أن يُمنح أيضًا إلى الوثنيّين.بسبب حقد أعدائه، نزل الربّ يسوع إلى أعماق مثوى الأموات؛ وفي ثلاثة أيّام، جابَ كلّ زواياه وبشّر "الأَرواحَ الَّتي في السِّجْنِ أَيضًا" (1بط 3: 19). وعندما قام، أظهر في نفس الوقت قساوة أعدائه، وعظمته الخاصّة، وانتصاره على الموت.إنّه لَعَدْلٌ إذًا أَنْ يَقُومَ "رِجالُ نِينَوى يَومَ الدَّينونَةِ مع هٰذا الجيلِ ويَحكُموا علَيه، لأَنَّهم تابوا بإِنذارِ يُونان" النّاجي من الغرق، والغريب والمجهول؛ بينما أهل هذا الجيل، بعد عدّة أعمال مذهلة وعجائب، ومع كلّ بهاء القيامة، لم يصبحوا مؤمنين ولا اهتدوا. لقد رفضوا أن يؤمنوا حتّى بعلامة القيامة.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.