قالَ الرَبُّ يَسُوع: «أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّها الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاواتِ في وَجْهِ النَّاس، فلا أَنْتُم تَدْخُلُون، ولا تَدَعُونَ الدَّاخِلينَ يَدْخُلُون.
...
أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تَطُوفُونَ البَحْرَ والبَرّ، لِتُحَوِّلُوا وثَنِيًّا وَاحِدًا إِلى دِيَانَتِكُم، ومَتَى صَارَ يَهُودِيًّا، تُحَوِّلُونَهُ ٱبْنَ جَهَنَّم، ضِعْفَ مَا أَنْتُم عَلَيْه.
تعليمات، 1: § 8-9
إن طيبة الربّ لم تتخلَّ عن خليقته وهو ما كررته مرارًا وتكرارًا، بل ما فتئت طيبته ترنو نحوهم وتعيد تذكيرهم: "تتَعالَوا إِليَّ جَميعاً أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم" (مت 11: 28). أي بمعنى آخر، ها أنكم متعبون وها أنكم حزينون وأنتم إذ اختبرتم معاناة عصيانكم تعالوا واهتدوا أخيرًا وعيشوا في التواضع أنتم الذين متّم بالكبرياء. آه يا إخوتي، كم هي عظيمة قدرة التواضع وكم هو عاجز الكبرياء! وما حاجتنا إلى جميع هذه المواربات؟ فلو حافظ الإنسان منذ البدء على تواضعه وأطاع الله ... لما سقط. وحتى بعد سقوطه، وهبه الربّ فرصة التوبة والحصول على الرحمة لكنه بقي متعجرفًا. حتى أن "ٱلرَّبُّ ٱلْإِلَهُ نادى آدَمَ وَقَالَ لَهُ: أَيْنَ أَنْتَ؟"(تك 3: 9). بمعنى آخر "من أي مجد سقطت" وأضاف قائلًا "لماذا خطئت؟ لماذا عصيت؟" وهو بذلك يريد من آدم أن يقول "سامحني" ولكن ... آدم لا يعرف أي تواضع أو توبة بل على العكس، الرجل يجيبه "المَرأَةُ الَّتي جَعَلْتَها معي هي أَعطَتْني مِنَ الشَّجَرةِ فأَكَلتُ" (تك 3: 12). وهو لم يقل "امرأتي" بل قال "المرأة التي جَعَلْتَها معي" وكأنه يقول لله "النير الذي وضعته على عنقي". يا إخوتي، الوضع هو التالي: عندما يرفض الإنسان أن يرى نفسه كخاطئ لا يخاف أن يتهّم حتى الله نفسه. ويتوجه الله عندئذ إلى المرأة ويسألها "ماذا فَعَلتِ؟" أي "لماذا لم تحفظي أنت أيضًا وصيتي" وكأنه يقول لها "قولي أنت على الأقل سامحني حتى تتواضع نفسك وتنال الرحمة" ولكن... المرأة تجيب بدورها، "الحَيَّةُ أَغوَتْني فأَكَلتُ" (تك 3: 13) وكأنها تقول "إذا كان هو قد أرتكب خطيئة فما ذنبي أنا؟" ماذا تفعلون أيها المشؤمين؟ اعترفوا بخطاياكم وارحموا عريكم... ولكن آدم ولا حوّاء لم يتنازلا على الاعتراف بأنهما آثمين.
#شربل سكران بالله