24 Jul
24Jul

إنجيل القدّيس لوقا 5-1:12

في تِلْكَ الأَثْنَاء، ٱحْتَشَدَتْ عَشَرَاتُ الأُلُوفِ مِنَ الجُمُوع، حَتَّى دَاسَ بَعْضُهُم بَعْضًا، فَبَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ أَوَّلاً لِتَلامِيذِهِ: «إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم مِنْ خَميرِ الفَرِّيسِيِّين، الَّذي هُوَ الرِّيَاء.
فَمَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، وَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف.
لِذلِكَ فَكُلُّ مَا قُلْتُمُوهُ في الظُّلْمَةِ سَيُسْمَعُ في النُّور، وَمَا تَكَلَّمْتُم بِهِ هَمْسًا في المَخَادِعِ سَيُنادَى بِهِ عَلَى السُّطُوح.
وَأَقُولُ لَكُم، يَا أَحِبَّائِي: لا تَخَافُوا مِمَّنْ يَقْتُلُونَ الجَسَد، وَبَعْدَ ذلِكَ لا يَقْدِرُونَ أَنْ يَفْعَلُوا أَكْثَر.
بَلْ أُبَيِّنُ لَكُم مِمَّنْ تَخَافُون: خَافُوا مِمَّنْ، إِذَا قَتَل، لَهُ سُلْطانٌ أَنْ يُلْقِيَ في جَهَنَّم. نَعَم، أَقُولُ لَكُم، مِنْ هذا خَافُوا.

إسحَق السريانيّ (القرن السابع)، راهب في نينوى بالقرب من الموصل في العراق الحاليّ وقدّيس في الكنائس الأرثوذكسيّة

أحاديث روحيّة، المجموعة الأولى، الرقم 36

«فَلا تَخافوا! إِنَّكمُ أَثَمَنُ مِنَ ٱلعَصافيرِ جَميعًا»

يجب ألاّ نرغب في رؤية علامات منظورة وألاّ نبحث عنها من دون وجود ضرورة لذلك، فيما الربّ حاضر دومًا لإنقاذ قدّيسيه. إنّه لا يظهر قدرته من خلال عمل أو إشارة حسّية إلاّ عند الضرورة، لعدم إضعاف المساعدة التي يقدّمها لنا ولعدم إلحاق أيّ ضرر بنا. هكذا يسهر على قدّيسيه. يريد أن يريهم أنّ الاهتمام السرّي الذي يعيرهم إيّاه لا يفارقهم للحظة، لكنّه يتركهم يخوضون معاركهم في كلّ ظرف، وفقًا لقوّتهم ويتيح لهم الفرصة للصلاة.لكن إن تغلّبتْ عليهم محنة في حالة المرض أو اليأس بسبب طبيعتهم الضعيفة، فهو يعمل بنفسه كلّ ما يلزم ليحصلوا على المساعدة، كما يجب وبالطريقة التي يعرفها. يشدّد عزيمتهم بشكل سرّي وبالقدر المناسب، ليتمكّنوا من تحمّل الصعوبات التي يواجهونها. فمن خلال الثقة التي يعطيهم إيّاها، يخفّف من عذاباتهم. ومن خلال رؤية هذا الإيمان، يحثّهم على تمجيده... لكن إن احتاج إلى توضيح هذه المساعدة السريّة، يفعل ذلك عند الضرورة فقط. طرقه في غاية الحكمة؛ فهي تمتدّ عند الحاجة وعند الضرورة، لكن ليس بشكل اعتباطي.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.