26 Jul
26Jul

إنجيل القدّيس لوقا 21-13:12

قَالَ وَاحِدٌ مِنَ الجَمْع لِيَسُوع: «يَا مُعَلِّم، قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي المِيرَاث».
فَقَالَ لهُ: «يا رَجُل، مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِيًا وَمُقَسِّمًا؟».
ثُمَّ قَالَ لَهُم: «إِحْذَرُوا، وَتَحَفَّظُوا مِنْ كُلِّ طَمَع، لأَنَّهُ مَهْمَا كَثُرَ غِنَى الإِنْسَان، فَحَياتُهُ لَيْسَتْ مِنْ مُقْتَنَياتِهِ».
وَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَغَلَّتْ لهُ أَرْضُهُ.
فَرَاحَ يُفَكِّرُ في نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَفْعَل، وَلَيْسَ لَدَيَّ مَا أَخْزُنُ فِيهِ غَلاَّتِي؟
ثُمَّ قَال: سَأَفْعَلُ هذَا: أَهْدِمُ أَهْرَائِي، وَأَبْنِي أَكْبَرَ مِنْها، وَأَخْزُنُ فِيهَا كُلَّ حِنْطَتِي وَخَيْراتِي،
وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يا نَفْسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فٱسْتَريِحي، وَكُلِي، وٱشْرَبِي، وَتَنَعَّمِي!
فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟
هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله».

فينِلون (1651 - 1715)، أسقف كمبري

عظة لعيد صعود العذراء

أيكنز المرء لنفسه أم يغتني لدى الله؟

يا إخوتي، في أي عمر وأي حال كنّا، نحن نواجه الموت على حين غرّة، وهو يباغتنا دائمًا في خضمّ مخطّطات تفترض العمر المديد. فنقضي الحياة بحلوها ومرّها في نوع من النّسيان العميق للأجل الذي سنلقاه ولو بعد حين. نحن نحيا كما لو كنّا سنحيا أبدًا. لا نفكّر سوى في تبجيل الذّات وتمتيعها بكلّ ما طاب من الملذّات، حين يوقف الموت فجأة عجلة هذه الأفراح الصّاخبة والرّنانة. وترى الإنسان، العاقل والحكيم بنظره، لكن الأخرق بنظر الله، مُثقلاً بهموم وشجون هذه الدّنيا، وغايته أن يجمع ويكدّس الخيرات التي سيجرّده منها الموت... كلّ ما هو حولنا يسلّينا في حين أنّه يجب أن يحذّرنا... منذ أن أبصرنا النور، نشأت مئات المجتمعات الجديدة على أنقاض المجتمع الذي شَهِد ولادتنا...أمّا ما يعلّمنا إيّاه الدين المسيحي بوضوح وثقة، فهو انتظار الموت باعتباره كمال رجائنا، وهذا ما نجهله كما لو لم نكن قطّ مسيحيين... "يا مخلّصنا الحبيب، الذي بعد أن علّمتنا كيف نحيا، لم تتوانَ أيضًا أن تعلّمنا كيف نموت، نتوسّل إليك، بجاه آلامك، أن تجعلنا نحتمل موتنا بصبر متواضع، وأن تحوّل هذا الجزاء المفروض على الجنس البشري كلّه، إلى تضحية ملؤها الفرح والإندفاع.  فإِذا حيَينا فللربّ نحيا، وإذا مُتنا فللربّ نموت (روم14: 8). في الحياة، يا حسرتاه! نحيا لك ونخشى بألاّ نكون لك بعد حين. أمّا في الموت، فنكون لك للأبد وتكون أنت أيضًا لنا بالكامل، على أن يكون النفس الأخير في حياتنا نفس حبّ لك".


#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.