عَادَ ٱلٱثْنَانِ وَالسَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِين: «يَا رَبّ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِٱسْمِكَ!».
فَقالَ لَهُم: «كُنْتُ أَرَى الشَّيْطَانَ سَاقِطًا كَالْبَرْقِ مِنَ السَّمَاء.
هَا إِنِّي أَعْطَيْتُكُمُ السُّلْطَانَ لِتَدُوسُوا الحَيَّاتِ وَالعَقَارِب، وَكُلَّ قُوَّةِ العَدُوّ، فَلَنْ يُؤْذِيَكُم شَيء.
وَلكِنْ لا تَفْرَحُوا بِهذَا أَنَّ الأَرْواحَ تَخْضَعُ لَكُم، بَلِ ٱفْرَحُوا بِأَنَّ أَسْمَاءَكُم مَكْتُوبَةٌ في السَّمَاوَات».
عظة
بعد أن عاد التلاميذ الاثنان والسبعون من مهمّتهم التّبشيريّة، رأى الربّ يسوع أنّ فرحهم كان ممزوجًا بالمجد العالمي الباطل؛ لأنّهم كانوا فرحين بشكل خاص بسبب القوّة التي وهبت لهم وجعلتهم يظنّون أنفسهم أعلى مرتبة من باقي البشر، وجعلتهم يبدون مخيفين للبشر وحتّى للشياطين. حينئذ، قال لهم الربّ: "لكِنْ لا تَفرَحُوا بِهذا أنَّ الأَرْواحَ تَخْضَعُ لَكُم". لقد منعهم، هم البشر الزائلون، من أن يفرحوا بخضوع الأرواح لهم؛ لأنّ قوّة طرد الأرواح الشريرة واجتراح العجائب الأخرى لا تأتي من استحقاق الإنسان الذي يجترحها، بل إنّ الدعاء باسم الربّ يسوع المسيح هو الذي يعطي هذا المفعول العجائبي من أجل الحكم على الذين يدعون، أو من أجل فائدة الذين يشهدون على تلك المعجزات.لكن، لماذا لم تسمح لتلاميذك يا ربّ بأن يفرحوا بالقوّة التي وهبتهم إيّاها؟ هذا لأنّ المخلّص يدعو إلى فرح أكبر وأنقى: "افرَحوا بِأَنَّ أَسماءَكُم مَكْتوبَةٌ في السَّموات". وكأنّه قال لهم: يجب ألاّ تفرحوا بأنّكم ذللتم الشياطين، إنّما يجب أن تفرحوا بأنّكم قد ارتفعتم أنتم. وهكذا نستطيع أن نسمع تلك الكلمات بمعناها البنّاء، أي أنّ أعمال الإنسان - إن كان هدفها الأرض أو السماء – سوف تكتب للأبد في ذاكرة الله.
#شربل سكران بالله