09 Aug
09Aug


إنجيل القدّيس لوقا 30-22:13

كَانَ يَسُوعُ يَجْتَازُ في المُدُنِ وَالقُرَى، وَهُوَ يُعَلِّم، قَاصِدًا في طَريقِهِ أُورَشَلِيم.
فَقَالَ لَهُ أَحَدُهُم: «يا سَيِّد، أَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذينَ يَخْلُصُون؟».
فَقَالَ لَهُم: «إِجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق. أَقُولُ لَكُم: إِنَّ كَثِيرينَ سَيَطْلُبُونَ الدُّخُولَ فَلا يَقْدِرُون.
وَبَعْدَ أَنْ يَكُونَ رَبُّ البَيْتِ قَدْ قَامَ وَأَغْلَقَ البَاب، وَبدَأْتُم تَقِفُونَ خَارِجًا وَتَقْرَعُونَ البَابَ قَائِلين: يَا رَبّ، ٱفتَحْ لَنَا! فَيُجِيبُكُم وَيَقُول: إِنِّي لا أَعْرِفُكُم مِنْ أَيْنَ أَنْتُم!
حِينَئِذٍ تَبْدَأُونَ تَقُولُون: لَقَد أَكَلْنَا أَمَامَكَ وَشَرِبْنا، وَعَلَّمْتَ في سَاحَاتِنا!
فَيَقُولُ لَكُم: إِنِّي لا أَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ أَنْتُم! أُبْعُدُوا عَنِّي، يَا جَمِيعَ فَاعِلِي الإِثْم!
هُنَاكَ يَكُونُ البُكاءُ وَصَرِيفُ الأَسْنَان، حِينَ تَرَوْنَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسحقَ وَيَعْقُوبَ وَجَميعَ الأَنْبِياءِ في مَلَكُوتِ الله، وَأَنْتُم مَطْرُوحُونَ خَارِجًا.
وَيَأْتُونَ مِنَ المَشَارِقِ وَالمَغَارِب، وَمِنَ الشَّمَالِ وَالجَنُوب، وَيَتَّكِئُونَ في مَلَكُوتِ الله.
وَهُوَذَا آخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين، وَأَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين».

القدّيس أنسيلموس (1033- 1109)، راهب وأسقف وملفان الكنيسة

حديث عن وجود الله (Proslogion)، الفقرتان 25 و26

«سَوفَ يَأتي ٱلنّاسُ... فَيَجلِسونَ عَلى ٱلمائِدَةِ في مَلَكوتِ ٱلله»

يا لها من سعادة عظيمة أن تملك ملكوت الله! يا له من فرح لك، أيّها القلب البشري، القلب المسكين الذي اعتاد الألم وسحقته المصائب إن كان يطفح بهذه السعادة. ومع ذلك، إن كانت هذه السعادة لأحد غيرك، تحبّه بقدر ما تحبّ نفسك، يتضاعف فرحك لأنّك تفرح لنفسك وله على حدّ سواء. وإن كان لاثنين أو ثلاثة السعادة نفسها، ستشعر بفرح كبير لكلّ منهم يوازي الفرح الذي تشعر به لنفسك لأنّك تحبّ كلّ واحد منهم حبّك لنفسك.وهكذا في كمال الحبّ الذي يجمع الطوباويّين الذين لا يعدّون ولا يحصون حيث كلّ واحد يحبّ الآخر حبًّا لا يقلّ عن حبّه لنفسه، حيث يفرح الواحد لسعادة الآخرين كما لو كانت سعادته الخاصّة. ويغدو قلب الإنسان الذي بالكاد يستطيع أن يستوعب فرحه غارقًا في محيط واسع من النعيم. وكما تعرفون، فإنّنا نفرح للإنسان بمقدار حبّنا له؛ هكذا، ووسط هذه السعادة التامّة حيث كلّ واحد سيحبّ الله بدون حدود وأكثر من نفسه، قإنّ سعادة الله اللامتناهية تصبح لكلّ واحد مصدر فرح لا مثيل له.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.