دَنَا بَعْضُ الفَرِّيسِيَّينَ وَقَالُوا لِيَسُوع: «أُخْرُجْ وٱمْضِ مِنْ هُنَا، لأَنَّ هِيرُودُسَ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَكَ!».
فَقَالَ لَهُم: «إِمْضُوا وَقُولُوا لِهذَا ٱلثَّعْلَب: هَا إنِّي أُخْرِجُ الشَّيَاطِين، وَأُتِمُّ الشِّفَاءَاتِ اليَومَ وَغَدًا، وفي اليَومِ الثَّالِثِ يَتِمُّ بِي كُلُّ شَيء!
وَلكِنْ لا بُدَّ أَنْ أُوَاصِلَ مَسِيرَتِي، اليَومَ وَغَدًا وَبَعْدَ غَد، لأَنَّهُ لا يَنْبَغي أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ في خَارِجِ أُورَشَلِيم!
أُورَشَلِيم، أُورَشَلِيم، يا قَاتِلَةَ الأَنْبِياء، ورَاجِمَةَ المُرْسَلِينَ إِلَيْها، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلادَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْها، وَلَمْ تُرِيدُوا!
هُوَذَا بَيْتُكُم يُتْرَكُ لَكُم! وَأَقُولُ لَكُم: لَنْ تَرَوْنِي حَتَّى يَأْتِيَ وَقْتٌ تَقُولُونَ فِيه: مُبَارَكٌ الآتِي بِٱسْمِ الرَّبّ!».
تجلّيات الحبّ الإلهي، الفصل 31
إنّ لِعطش الرّب يسوع المسيح الرُّوحي هدفٌ: فَعَطَشه هو رغبةٌ قويّة في الحبّ تجاهنا تبقى إلى أن نصير شهودًا لهذا الحبّ في يوم الدينونة. لأنّ المختارين الذين سيكونون فرح الرّب يسوع وسعادته في الأبديّة لا يزال جزء منهم هنا على الأرض، ومن بعدنا، سيكون هناك الكثيرون منهم حتّى اليوم الأخير. إنّ عطشه الشديد هو بأن يملكنا جميعًا فيه من أجل فرحه الكبير. هذا أقلّه ما يبدو لي الأمر عليه...بصفته الربّ، فهو النعيم الكامل والفرح اللامتناهي الذي لا يزيد ولا ينقص... لكنّ الإيمان يعلّمنا أنّه بطبيعته الإنسانيّة، أراد أن يتحمّل آلامه ويعاني الأوجاع من كلّ نوع ويموت من أجل محبّته لنا ومن أجل فرحنا الأبدي... وبما أنّه رأسنا، فإنّ الرّب يسوع المسيح مُمَجَّدٌ ولن يعاني الآلام بعد اليوم؛ لكن بما أنّه أيضًا الجسد الذي يجمع كلّ أعضائه (راجع أف 1: 23)، فهو ليس بعد ممجّدًا وممتنعًا على الألم بالكامل. لذا، فهو ما زال يختبر هذه الرغبة وهذا العطش اللذين شعر بهما على الصليب (راجع يو 19: 28)، واللذين كانا فيه منذ الأزليّة، كما يبدو لي. هذا ما هو الأمر عليه الآن وما سيبقى عليه إلى أن تدخل آخر نفس مخلَّصة في نعيمه. أجل، بقدر ما في الربّ من رحمة وشفقة، بقدر ما فيه هذه الرغبة وهذا العطش. وبفضل هذه الرغبة التي في الرّب يسوع المسيح، نحن أيضًا نتوق إليه، وإلاّ لما وصلت أي نفسٍ إلى السماء. هذه الرغبة وهذا العطش ينبعان من طيبة الله اللامتناهية، كما رحمته...؛ وهذا العطش سيظلّ فيه، طالما نحن بحاجة إليه، جاذبًا إيّانا نحو نعيمه.
#شربل سكران بالله