دَخَلَ يَسُوعُ يَوْمَ السَّبْتِ بَيْتَ أَحَدِ رُؤَسَاءِ الفَرِّيسِيِّينَ لِتَنَاوُلِ الطَّعَام، وكَانَ هؤُلاءِ يُرَاقِبُونَهُ.
وَإِذَا رَجُلٌ مُصَابٌ بِدَاءِ الٱسْتِسْقَاءِ يَحْضُرُ أَمَامَهُ.
فَخَاطَبَ يَسُوعُ عُلَمَاءَ التَّوْرَاةِ وَالفَرِّيسِيِّينَ قَائِلاً: «هَلْ يَحِلُّ الشِّفَاءُ يَوْمَ السَّبْتِ أَمْ لا؟».
فَظَلُّوا صَامِتِين. فَأَخَذَ يَسُوعُ الرَّجُلَ بِيَدِهِ وَشَفَاهُ وَصَرَفَهُ.
وَقالَ لَهُم: «مَنْ مِنْكُم يَقَعُ ٱبْنُهُ، أَوْ ثَوْرُهُ، في بِئْرٍ يَوْمَ السَّبْت، وَلا يُسَارِعُ فَيَنْتَشِلُهُ؟».
فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُجِيبُوهُ عَنْ ذلِكَ.
§ 345-349
إنّ يوم السبت هو نهاية عمل "الأيّام الستّة". يقول الكتاب المقدّس:"َٱنتَهى ٱللهُ في ٱليَومِ ٱلسّابِعِ مِن عَمَلِهِ ٱلَّذي عَمِل" و"أُكمِلَت ٱلسَّماواتُ وَٱلأَرضُ وَجَميعُ جَيشِها"، وإنّ الله "ٱستَراحَ في ٱليَومِ ٱلسّابِعِ" وباركَ وقدَّسَ ذلك اليوم (راجع تك 2: 1-3). في هذه الأقوال المُلهمة جَمٌّ من التعاليم الخلاصيّة:في الخلق أرسى الله أساسًا وأنظمةً ثابتةً لا تتغيّر، يستطيعُ المؤمن أن يستندَ إليها بثقة، وتكون له علامةَ وضمانَ أمانةِ عهد الله التي لا تتزعزع. وعلى الإنسان، من جهته، أن يظلَّ وفيًّا لهذا الأساس، ويتقيّدَ بالأنظمة التي نقشَها فيه الخالق.جُعِلَ عمَلُ الخلق من أجل السبت ومن ثمّ من أجل عبادة الله. العبادة مُسجَّلة في نظام الخلق. وقد وردَ في قانون القدّيس بِنِدِكتوس أنّه "لا يُفضَّلُ شيءٌ على عبادة الله"، مُشيرًا هكذا إلى النظام الصحيح في الاهتمامات البشريّة.إنّ يوم السبت هو في قلب شريعة إسرائيل. وحِفظُ الوصايا هو التلبية لحكمة الله ومشيئته اللتين يعبِّرُ عنهما عمل الخلق.اليوم الثامن: لكن بالنسبة إلينا فقد طلعَ يومٌ جديدٌ: يوم قيامة الرّب يسوع المسيح. فاليوم السابع يُتِمُّ الخلق الأوّل. أمّا اليوم الثامن فهو يَفتتحُ الخلق الجديد. وهكذا، فعَمَل الخلق يرقى إلى عملٍ أعظمٍ هو الفداء. الخلق الأوّل يجدُ معناه وقمَّته في الخلق الجديد في الرّب يسوع المسيح الذي يفوقُ ألَقُه ألَقَ الخلق الأوّل.
#شربل سكران بالله