قالَتْ مَرْيَم: «تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ،
وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي،
لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال،
لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، وٱسْمُهُ قُدُّوس،
ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.
صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم.
أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين.
أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين.
عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ،
لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد،كمَا كلَّمَ آبَاءَنا».
العظة الأولى حول عيد الانتقال
يا والدة الإله، العذراء على الدوام، إنّ انتقالك من هذا العالم هو عبورٌ حقيقيٌّ ودخولٌ إلى الخدر الإلهي. فَبِخُروجك من هذا العالم المادّي، دخلتِ إلى "وَطَنٍ أَفضَلَ، أَعْني الوَطَنَ السَّماوِيّ" (عب 11: 16).لقد استقبلت السماء نفسك قائلةً: "مَن هذه الطَّالِعَةُ مِنَ البَرِّيَّة... مَن هذه المُشرِفَةُ كالصبْح، الجَميلَةُ كالقَمَر، المُخْتارةُ كالشَّمْس، المَرْهوبةُ كصُفوفٍ تَحتَ الرَّايات؟" (نش 8: 5 + 6: 10)... "قد أَدخَلَكِ المَلِكُ أَخاديرَه" (راجع نش 1: 4)، والملائكة عظّمت من هي أمّ ربّهم بالطبيعة البشريّة، وبالحقيقة، حسب مخطّط الله الخلاصي...لقد حمل الرسل جسدك البريء من الخطيئة، يا تابوت العهد الحقيقي، ووضعوه في قبرِكِ المُقدّس. وهنا، عبر نهر أردن آخر، وصلتِ إلى أرض الميعاد وأعني بها "أُورَشَليم العُلْيا... وهي أُمُّنا"، وأم كلّ المؤمنين والّتي صمّمها اللهُ وبناها. لأنّ نفسَكِ، وبكلّ تأكيد، لم "تُترَكْ في مَثْوى الأَمْوات، ولا نالَ مِن جَسدِك الفَساد" (راجع أع 2: 31 + مز 16[15]: 10). إنّ جسدك الطّاهر جدًّا وبلا وصمة خطيئة، لم يُترَك في الأرض، بل حُمِلتِ إلى أخدار الملكوت السّماوي، أنت الملكة، والسيّدة، وأمّ الله الحقيقيّة.نقترب منك اليوم يا ملكتنا، أيّتها العذراء أمّ الله؛ وتلتفت نفوسنا نحو شفاعتك الكبيرة لنا... نريد تكريمك بـ "مَزامير وتَسابِيح وأَناشيد رُوحِيّة". إنّنا، بتكريم "أمة الربّ"، نُعلِنُ تعلُّقنا بربّنا... ارمُقينا بنظرِك، أيّتها الملكة أمّ الملك الطيّب؛ قودي خطانا إلى مرفأ الأمان، مرفأ التوق إلى الله.
#شربل سكران بالله