قَالَ الرَّبُّ يِسُوع: «مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟
طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هكذَا!
حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُقْتَنَياتِهِ.
أَمَّا إِذَا قَالَ ذلِكَ العَبْدُ في قَلْبِهِ: سَيَتَأَخَّرُ سَيِّدِي في مَجِيئِهِ، وَبَدأَ يَضْرِبُ الغِلْمَانَ وَالجَوَارِي، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَر،
يَجِيءُ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ في يَوْمٍ لا يَنْتَظِرُهُ، وَفي سَاعَةٍ لا يَعْرِفُها، فَيَفْصِلُهُ، وَيَجْعلُ نَصِيبَهُ مَعَ الكَافِرين.
فَذلِكَ العَبْدُ الَّذي عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَمَا أَعَدَّ شَيْئًا، وَلا عَمِلَ بِمَشيئَةِ سَيِّدِهِ، يُضْرَبُ ضَرْبًا كَثِيرًا.
أَمَّا العَبْدُ الَّذي مَا عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَعَمِلَ مَا يَسْتَوجِبُ الضَّرْب، فَيُضْرَبُ ضَرْبًا قَلِيلاً. وَمَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير، وَمَنِ ٱئْتُمِنَ عَلَى الكَثِيرِ يُطالَبُ بِأَكْثَر.
العظة 77 عن إنجيل القدّيس متّى
"ففي السَّاعَةِ الَّتي لا تتَوقَّعونَها يَأتي ابنُ الإنسان" (لو 12: 40). قالَ لهم الرّب يسوع المسيح ذلك ليبقى التلاميذُ مُتيقِّظين، ودومًا مُستعدّين. وإن قالَ لهم إنّه سيَحضَر في ساعة لا يتَوقَّعونَها، فهذا يعني أنّه كان يريدُ حَثّهم على ممارسة الفضيلة باندفاع وبدون تلكّؤ. كأنّه كان يقول لهم: "لو عَلِمَ الناس متى سيُفارقونَ الحياة، لاستَعدّوا تمامًا لذلك اليوم"... لكنّ اليومَ الأخير من حياتِنا يبقى سرًّا يتَخطّى كلَّ إنسان. لذا، يطلبُ الرّب يسوع المسيح ميزَتَين من خادمِه: أن يكون وفيًّا، كي لا يستَوليَ على ما هو لسيِّده؛ وأن يكون يَقِظًا، كي يهتمَّ بما هو مؤتَمَن عليه على أفضل وجه. لذا، نحن نحتاجُ إلى هاتين الميزَتَين لنكون مستعدّين لمجيء الرّب... فهذا ما يحصل حينَ لا نعرف متى يأتي يومُ لقائنا به: نقول لأنفسنا "إِنَّ سَيِّدي يُبطِئُ في مَجيئِه". لكنّ الخادم الوفيّ واليَقِظ لا تُراوِدُه هذه الفكرة. أيّها المسكين، هل تعتقد أنّ الربّ لن يأتيَ أبدًا، بحِجَّةِ أنّه تأخّر قليلاً؟ إنّ مجيئه أكيد، فَلِمَ لا تبقى دومًا مستعدًّا؟ لا، إنّ الربّ لا يتأخّر في المجيء؛ إلاّ أنّ هذا التأخير موجود فقط في ذهن الخادم السيّئ.
#شربل سكران بالله