قالَ الربُّ يَسوع لِتَلامِيذِهِ: «كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيل. فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ أَنَّهُ يُبَدِّدُ مُقْتَنَيَاتِهِ.
فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هذَا الَّذي أَسْمَعُهُ عَنْكَ؟ أَدِّ حِسَابَ وِكَالَتِكَ، فَلا يُمْكِنُكَ بَعْدَ اليَوْمِ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً.
فَقَالَ الوَكِيلُ في نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَل؟ لأَنَّ سَيِّدي يَنْزِعُ عَنِّي الوِكَالة، وأَنَا لا أَقْوَى عَلَى الفِلاَحَة، وَأَخْجَلُ أَنْ أَسْتَعْطي!
قَدْ عَرَفْتُ مَاذَا أَفْعَل، حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ مِنَ الوِكَالَةِ يَقْبَلُنِي النَّاسُ في بُيُوتِهِم.
فَدَعَا مَدْيُونِي سَيِّدِهِ واحِدًا فَوَاحِدًا وَقَالَ لِلأَوَّل: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدي؟
فَقَال: مِئَةُ بَرْمِيلٍ مِنَ الزَّيْت. قَالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! إِجْلِسْ حَالاً وٱكْتُبْ: خَمْسِين.
ثُمَّ قَالَ لآخَر: وَأَنْتَ، كَمْ عَلَيْك؟ فَقَال: مِئَةُ كِيسٍ مِنَ القَمْح. فَقالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! وٱكْتُبْ: ثَمَانِين.
فَمَدَحَ السَّيِّدُ الوَكِيلَ الخَائِن، لأَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكْمَة. فَإِنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَكْثَرُ حِكْمَةً مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ في تَعَامُلِهِم مَعَ جِيلِهِم.
فرح ورجاء (Gaudium et spes): ىستور رعائي في الكنيسة في عالم اليوم، العدد 34
تلقّى الإنسان، الذي خُلِقَ على صورة الله، مهمّةَ إخضاعِ الأرضِ وكلِّ ما عليها، وحكمِ الكون بقداسة وعدالة. ومن خلال الاعتراف بأنّ الله هو خالِق كلّ شيء، يُفترض بالإنسان أن يفوِّضَ إليه أمرَه وأمر الكون بأكملِه: وبما أنّ كلَّ شيء خاضعٌ للإنسان، يصبحُ اسم الله مُمجَّدًا في الأرض كلّها.ينطبقُ هذا التعليم أيضًا على الأعمال اليوميّة كلّها. فإنّ كلَّ هؤلاء الرجال والنساء الذين يكسبونَ معيشتَهم ومعيشةَ عائلاتهم، يقومونَ بأعمالهم بهدف خدمة المجتمع بأفضل طريقة ممكنة. وبالتالي، هم يعتبرونَ أنّ عملَهم هو امتداد لعمل الخالِق، وخدمة لإخوتهم، ومشاركة شخصيّة في تحقيق المشروع الإلهي في التاريخ.بعيدًا عن وضع عبقريّة الإنسان وشجاعته في مواجهة قدرة الله، وعن اعتبار المخلوق العاقل كمُنافِس للخالِق، يُبدي المسيحيّون قناعة مطلقة بأنّ انتصارات الجنس البشري هي علامة للعظمة الإلهيّة ونتيجة لمشروعها الفائق الوصف.
#شربل سكران بالله