قالَ الرُّسُلُ لِلرَّبّ: «زِدْنَا إِيْمَانًا!».
فقَالَ الرَّبّ: «لَوْ كانَ فِيكُم مِنَ الإِيْمَانِ مِقْدارُ حَبَّةِ خَرْدَل، لَكُنْتُم تَقُولُونَ لِهذِهِ التُّوتَة: إِنْقَلِعِي، وٱنْغَرِسِي في البَحْر، فَتُطِيعُكُم!
وَمَنْ مِنْكُم لَهُ عَبْدٌ يَفْلَحُ الأَرْضَ أَوْ يَرْعَى القَطِيع، إِذا عَادَ مِنَ الحَقْل، يَقُولُ لَهُ: أَسْرِعْ وٱجْلِسْ لِلطَّعَام؟
أَلا يَقُولُ لَهُ بِالأَحْرَى: أَعِدَّ لي شَيْئًا لأَتَعَشَّى، وَشُدَّ وَسْطَكَ وٱخْدُمْني حَتَّى آكُلَ وَأَشْرَب،
وَبَعْدَ ذلِكَ تَأْكُلُ أَنْتَ وَتَشْرَب. هَلْ عَلَيهِ أَنْ يَشْكُرَ العَبْدَ لأَنَّهُ فَعَلَ ما أُمِرَ بِهِ؟
وَهكذَا أَنْتُم إِذَا فَعَلْتُم كُلَّ ما أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ لا نَفْعَ مِنَّا، فَقَد فَعَلْنا مَا كانَ يَجِبُ عَلَينا أَنْ نَفْعَل».
كتابات
هناك الكثير من درجات التواضع. فإن كان أحد ما مطيعًا ويوبّخ نفسه في كلّ شيء، يكون هذا تواضعًا. وحين يتوب آخر عن خطاياه ويعتبر نفسه حقيرًا أمام الله، فهذا أيضًا يكون تواضعًا. ولكنّ تواضع مَن عرف الربّ بالرُّوح القدس مختلف: معرفته وطعمه مختلفان.عندما ترى النفس، من خلال الرُّوح القدس، كم أنّ الربّ وديع ومتواضع، فهي تتواضع حتّى النهاية. هذا التواضع هو مميّز ولا يستطيع أحد وصفه. لو عرف الناس من خلال الرُّوح القدس مَن هو ربّنا، لكانوا تغيّروا كليًّا: لكان الأغنياء احتقروا ثرواتهم، والعلماء علمهم، والحكّام سلطتهم ومكانتهم. لعاشوا جميعهم بسلام عميق وحبّ، وساد على الأرض سلام عميق.
#شربل سكران بالله