قالَ الربُّ يَسوعُ لِلْجُمُوع: «مَتَى رَأَيْتُم سَحَابَةً تَطْلُعُ مِنَ المَغْرِب، تَقُولُونَ في الحَال: أَلمَطَرُ آتٍ! فَيَكُونُ كَذلِكَ.
وَعِنْدَمَا تَهُبُّ رِيحُ الجَنُوب، تَقُولُون: سَيَكُونُ الطَّقْسُ حَارًّا! ويَكُونُ كَذلِكَ.
أَيُّهَا المُرَاؤُون، تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ الأَرْضِ وَالسَّمَاء، أَمَّا هذا الزَّمَانُ فَكَيْفَ لا تُمَيِّزُونَهُ؟
وَلِمَاذا لا تَحْكُمُونَ بِالحَقِّ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِكُم؟
حِينَ تَذْهَبُ مَعَ خَصْمِكَ إِلى الحَاكِم، إِجْتَهِدْ في الطَّرِيقِ أَنْ تُنْهِيَ أَمْرَكَ مَعَهُ، لِئَلاَّ يَجُرَّكَ إِلى القَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ القَاضِي إِلى السَّجَّان، وَالسَّجَّانُ يَطْرَحُكَ في السِّجْن.
أَقُولُ لَكَ: لَنْ تَخْرُجَ مِنْ هُنَاك، حَتَّى تُؤَدِّيَ آخِرَ فَلْس».
حديث خلال افتتاح المجمع الفاتيكانيّ الثّاني
في أثناء عملنا الرّعويّ اليوميّ، كثيرًا ما نسمع ما يخدّش آذاننا، عندما نسمع ما يقوله البعض، من الذين تشعلهم الغيرّة الدينية وبالرّغم من ذلك هم بعيدون عن الصواب، ويعوزهم سداد الرأي والتوازن في خضم الأحداث حيث يعيشون ويتألبون. إذ لا يرون في الوضع الحاليّ للمجتمع إلا خرابًا ودمارًا ومصائب. ولا ينفكون يقولون بأنّ مجتمعنا أسوأ بكثير من العصور الخوالي؛ يتصرّفون كما لو التاريخ، سيّد الأزمنة، لم يكن بوسعه أن يعلّمهم شيئًا وكما لو كانت المجامع السابقة كاملة ولا غبار عليها فيما يتعلّق بالعقيدة المسيحيّة والمسائل الأخلاقيّة وحرّيّة الكنيسة. يبدو لنا من الضروري التأكيد على عدم موافقتنا على ما يقوله أنبياء الشؤم هؤلاء، الذين ينذرون دائمًا بالمصائب، كما لو أنّها نهاية العالم. في سياق الأحداث الحاليّة، وبينما يمرّ المجتمع في منعطف، من الأفضل لنا، أن نتعرّف على المخططات السرّية للعناية الإلهيّة، التي تبلغ ذروتها من خلال تعاقب الأزمنة والأعمال البشريّة وتنظّم كلّ شيء بحكمة، وحتى الأحداث المضادّة، من أجل خير الكنيسة.
#شربل سكران بالله