قالَ الربُّ يَسوعُ هذَا المَثَل: «كَانَ لِرَجُلٍ تِينَةٌ مَغْرُوسَةٌ في كَرْمِهِ، وَجَاءَ يَطْلُبُ فيهَا ثَمَرًا فَلَمْ يَجِدْ.
فقالَ لِلكَرَّام: هَا إِنِّي مُنْذُ ثَلاثِ سِنِين، آتي وَأَطْلُبُ ثَمَرًا في هذِهِ التِّينَةِ وَلا أَجِد، فٱقْطَعْهَا! لِمَاذَا تُعَطِّلُ الأَرْض؟
فَأَجابَ وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّد، دَعْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْكُشَ حَوْلَهَا، وَأُلْقِيَ سَمَادًا،
لَعَلَّها تُثْمِرُ في السَّنَةِ القَادِمَة، وَإِلاَّ فَتَقْطَعُها!».
العظة رقم 13: عن التوبة
إن كنتم تريدون أن تتشبّهوا بالله، الذي خلقكم على صورته، اقتدوا بالنموذج الخاصّ بكم. أنتم مسيحيّين، واسم مسيحي يعني "مُحِبَ الإِنْسان" (راجع حك1: 6). اقتدوا إذًا بمحبّة الرّب يسوع المسيح. قدِّروا كنوز طيبتِه... كيف استقبل أولئك الذين لبّوا دعوته؟ لقد منحهم بسهولة مغفرة خطاياهم، والخلاص الفوري من أحزانهم. فَلنَقتَدِ بطريقة عمل المعلّم... من بين الأمثال الواردة في الإنجيل، إنّني أرى في الواقع مَثَل الرَّاعي الذي كان يملك مئة خروف (راجع لو15: 4). فانفصل واحد منها عن القطيع وضاع. لم يبقَ الرَّاعي مع الخراف التي كانت في الصفّ وعلى الطريق الصحيح، بل تركها وأسرع للبحث عن الخروف الضالّ؛ فقطع الهضاب والوديان، وتسلّق القمم الصخريّة، وواجه الصحراء بشجاعة حتّى وجده. وبعد أن وجده، لم يضربه ولم يدفعه بعنف كي يلتحق بالقطيع، بل وضعه على كتفيه وحمله بلطف وأعاده إلى رفاقه؛ وكان سعيدًا بعودته أكثر من سعادته بالقطيع كلّه. فلنفهم إذًا الحقيقة المخبّأة في هذه الصور... إنّها أمثلة تعلّمنا أسرارًا مقدّسة. فعلينا ألاّ نيأس بسهولة من البشر، وألاّ نترك أولئك الذين في خطر. فلنفتّش بحماسة عن الشخص الذي ضلّ الطريق، ولنعِده إلى الطريق الصحيح، ولنفرح برجوعه ولنساعده على الانخراط مجدّدًا في جماعة المؤمنين الحقيقيّين.
#شربل سكران بالله