وصَلَ يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى كَفَرْنَاحُوم، ولَمَّا دَخَلَ البَيْتَ سَأَلَهُم: «بِمَ كُنْتُم تَتَجَادَلُونَ في الطَّريق؟».
فَظَلُّوا صَامِتين، لأَنَّهُم تَجَادَلُوا في الطَّريقِ في مَنْ هُوَ الأَعْظَم.
فجَلَسَ يَسُوع، ودَعَا ٱلٱثْنَي عَشَر، وقَالَ لَهُم: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَكُونَ الأَوَّل، فَلْيَكُنْ آخِرَ الجَمِيعِ وخَادِمَ الجَمِيع».
ثُمَّ أَخَذَ طِفْلاً وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم، وضَمَّهُ بِذِرَاعَيْه، وقَالَ لَهُم:
مَنْ قَبِلَ بٱسْمِي وَاحِدًا مِنْ أَمْثَالِ هؤُلاءِ الأَطْفَال، فَهُوَ يَقْبَلُنِي. ومَنْ يَقْبَلُنِي فلا يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذي أَرْسَلَنِي.
الصّلاة، 20
ربّي يسوع!... كم هو عظيم تواضعك، أيّها الإله ملك المجد، في خضوعك لجميع كهنتك بدون تفريق بين من يحبّك، ومن هم فاترون أو باردون في خدمتك. عند ندائهم، تنزل من السماء؛ يمكنهم أن يقدّموا أو يؤخروا توقيت الاحتفال بسرّ القربان المقدّس، وتكون دائمًا حاضرًا. أيّها المحبوب، تحت حجاب القربانة البيضاء، كم تظهر وديعًا ومتواضع القلب! (راجع مت 11: 29). لا يمكنك أن تتّضع أكثر لتعلّمني التواضع؛ ولكي أستحقّ حبّك، أودّ أن تضعني أخواتي دائمًا في المرتبة الأخيرة، وأن تقنعنَني بأنّ هذا المكان هو الذي يناسبني.أنا أعرف، يا إلهي، أنّك تحطّ النفس المتكبّرة، لكنّك تمنح مجدًا أبديًّا للنفس التي تتواضع؛ أريد أن أكون إذًا في الصفّ الأخير، وأن أشاركك الإهانات الّتي احتملتها لكي يكون لي نصيب معك (راجع يو 13: 8) في ملكوت السماوات.لكن، أيّها الربّ، أنت تعرف ضعفي؛ في كلّ صباح، أتّخذ قرار عيش التواضع وفي المساء أعي بأنّني اقترفت المزيد من خطايا التكبّر. نتيجة لذلك، أميل إلى فقدان الأمل، لكنّني أعرف أن اليأس هو أيضًا تكبّر. أريد إذًا يا إلهي أن أضع فيك وحدك رجائي؛ لأنّك قادر على كلّ شيء، تعطّف واخلق في نفسي الفضيلة التي أرجوها. ولكي أحصل على هذه النعمة من رحمتك اللامتناهية، سأردّد لك دومًا: "يا يسوع الوديع والمتواضع القلب، اجعل قلبي مثل قلبك".
#شربل سكران بالله