قالَ الربُّ يَسوع: «إِنَّ الرُّوحَ النَّجِس، إِذَا خَرَجَ مِنَ الإِنْسَان، يَطُوفُ في أَمَاكِنَ لا مَاءَ فيهَا، يَطْلُبُ الرَّاحَةَ فلا يَجِدُهَا.
حينَئِذٍ يَقُول: سَأَعُودُ إِلى بَيْتِي الَّذي خَرَجْتُ مِنْهُ. ويَعُودُ فَيَجِدُهُ خَالِيًا، مَكْنُوسًا، مُزَيَّنًا.
حينَئِذٍ يَذْهَبُ ويَجْلُبُ مَعَهُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنْهُ شَرًّا، ويَدْخُلُونَ ويَسْكُنُونَ في ذلِكَ الإِنْسَان، فَتَكُونُ حَالَتُهُ الأَخِيْرَةُ أَسْوَأَ مِنْ حَالَتِهِ الأُولى. هكَذَا سَيَكُونُ أَيْضًا لِهذَا الجِيلِ الشِّرِّير!».
عظات حول إنجيل القدّيس متّى
بعد اهتداء الوثنيّين، وعندما لم يجد الرُّوح النجس فيهم راحة، قال: "أَرجِعُ إلى بَيتِيَ الذي مِنه خَرَجْت". فيَأتي فيَجِدُه خالِيًا مَكنوسًا مُزَيّنًا". في الواقع، لقد كان هيكل اليهود فارغًا، ولم يكن الرّب يسوع المسيح يسكن فيه، هو مَن قال: "قوموا نَذهَبْ مِن ههنا" (يو 14: 30) وإذ لم يكن اليهود تحت عناية الله وملائكته، وإذ كانوا لا يزدانون سوى بقشور الشريعة، وتقاليد الفرّيسيّين، رجع الرُّوح النجس إلى بيته الأوّل، واستصحب معه أرواح سبعة أخبث منه وأقاموا هناك، وصارت حالة هذا الشعب أسوأ ممّا كانت عليه في البداية. في الواقع، إنّ اليهود الذين كانوا يجدّفون على الرّب يسوع المسيح في مجامعهم كانوا عبيدًا لأرواح نجسة، أكثر عددًا من تلك التي كانت تسكن أجدادهم في مصر قبل أن يتلقّوا الشريعة؛ لأنّ ذنب مَن لم يؤمن بالذي سيأتي كان أقلّ من ذنب مَن لم يقبله عندما أتى. إن الرّقم سبعة (وهو عدد تلك الأرواح الأخرى التي صَحِبها الشيطان معه) وُضع هنا إمّا بسبب أيّام الأسبوع أو بسبب عدد مواهب الرُّوح القدس. وكما في سفر إشعيا حيث حلّت أرواح سبعة لفضائل مختلفة على غصن من جذع يسّى، كذلك نرى في المقابل عددًا مساويًا من الرذائل في شخص الرُّوح النجس. لذلك، قصد الرّب يسوع أن يقول إنّ الشيطان استصحب معه سبعة أرواح، إمّا بسبب انتهاك يوم السبت أو بسبب الخطايا المميتة التي تعارض مواهب الرُّوح القدس السبع.
#شربل سكران بالله