قال َ الرَبُّ يَسُوعُ : «ما أَصْعَبَ عَلَى الأَثْرِياءِ أَنْ يَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ٱلله.
فَإِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ ٱلله».
فقَالَ السَّامِعُون: «فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَخْلُص؟».
قَالَ يَسُوع: «إِنَّ غَيْرَ المُمْكِنِ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ مُمْكِنٌ عِنْدَ الله».
فقَالَ بُطْرُس: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ مَا لَنَا وَتَبِعْنَاك!».
فقالَ لَهُم: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَا مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ بَيتًا، أَوِ ٱمْرَأَةً، أَوْ إِخْوَةً، أَوْ وَالِدَيْن، أَوْ بَنِين، مِنْ أَجْلِ مَلَكُوتِ الله،
إِلاَّ وَيَأْخُذُ في هذَا الزَّمَانِ أَضْعَافًا كَثِيرَة، وفي الدَّهْرِ الآتي حَياةً أَبَدِيَّة».
شرح لإنجيل القدّيس لوقا، 7
"لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئتُ لأَحمِلَ السَّلامَ إِلى الأَرض، ما جِئتُ لأَحمِلَ سَلاماً بل سَيفاً: جِئْتُ لأُفِّرقَ بَينَ المَرءِ وأَبيه والبِنْتِ وأُمِّها، والكَنَّةِ وحَماتِها فيكونُ أَعداءَ الإِنسانِ أَهلُ بَيتِه" (مت 10: 34). في كلّ مقاطع الإنجيل تقريبًا، يلعب المعنى الروحي دورًا مهمًّا؛ إنما في هذا المقطع بشكل خاص، يجب البحث في حبكة المعنى عن العمق الروحي، كي لا نتراجع أمام صعوبة تفسير مبسّط... كيف يقول بنفسه: "السَّلامَ أَستَودِعُكُم وسَلامي أُعْطيكم" (يو 14: 27) إن كان قد أتى ليفصل بين الآباء وأبنائهم، والأبناء وآبائهم، بكسره الروابط التي تجمعهم؟ كيف يمكن أن يكون "مَلْعون المُحتَقِرُ أَباه" (تث 27: 16) وصالح إن تركه؟إن فهمنا أن الإيمان يأتي في المرتبة الأولى، والمحبّة البنويّة في المرتبة الثانية، يمكننا أن نفهم كيف تتضّح هذه المسألة؛ يجب أن يأتي كلّ ما هو إنساني بعد كلّ ما هو إلهي. فإن كانت علينا واجبات تجاه الأهل، فكم بالحريّ تجاه آب الأهل، الذي يجب أن نكون ممتنّين له من أجل أهلنا؟... إذَا هو لا يطلب أن نتخلّى عن الذين نحبّهم، لكن أن نفضّل الله فوق كلّ شيء. ففي كتاب آخر قال: "مَن كانَ أَبوه أو أُمُّه أَحَبَّ إِلَيه مِنّي، فلَيسَ أَهْلاً لي" (مت 10: 37). لا يُمْنَعُ عنك محبّة أبويك، إنما تفضيلهما على الله. فالعلاقات الطبيعيّة هي نعمة من الرب، ولا يجب على أحد أن يحبّ هذه النعم المعطاة، أكثر من الله الذي يحفظ النعم التي يهبها.
#شربل سكران بالله