في الغَدِ أَرَادَ يَسُوعُ أَنْ يَخْرُجَ إِلى الجَليل، فلَقِيَ فِيلِبُّس، فَقَالَ لَهُ: «إِتْبَعْني».
وكانَ فِيلِبُّسُ مِنْ بَيْتَ صَيْدا، مِنْ مَدينةِ أَنْدرَاوُسَ وبُطرُس.
ولَقِيَ فِيلِبُّسُ نَتَنَائِيل، فَقَالَ لَهُ: «إِنَّ الَّذي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى في التَّوْرَاة، وتَكَلَّمَ عَلَيْهِ الأَنْبِيَاء، قَدْ وَجَدْنَاه، وهُوَ يَسُوعُ بْنُ يُوسُفَ مِنَ النَّاصِرَة».
فَقَالَ لَهُ نَتَنَائِيل: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيءٌ صَالِح؟». قَالَ لَهُ فِيلبُّس: «تَعَالَ وٱنْظُرْ».
ورَأَى يَسُوعُ نَتَنَائِيلَ مُقْبِلاً إِلَيه، فَقَالَ فيه: «هَا هُوَ في الحَقِيقَةِ إِسْرَائِيلِيٌّ لا غِشَّ فِيه».
قالَ لَهُ نَتَنَائِيل: «مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي؟». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «قَبْل أَنْ يَدْعُوَكَ فِيلِبُّس، وأَنْتَ تَحْتَ التِّينَة، رَأَيْتُكَ».
أَجَابَهُ نَتَنَائِيل: «رَابِّي، أَنْتَ هُوَ ٱبْنُ الله، أَنْتَ هوَ مَلِكُ إِسْرَائِيل!».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «هَلْ تُؤْمِنُ لأَنِّي قُلْتُ لَكَ إِنِّي رأَيْتُكَ تَحْتَ التِّيْنَة؟ سَتَرَى أَعْظَمَ مِنْ هذَا!».
وقَالَ لَهُ: «أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقْولُ لَكُم: سَتَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَة، ومَلائِكَةَ اللهِ يَصْعَدُونَ ويَنْزِلُونَ عَلى ٱبْنِ الإِنْسَان».
المقابلة العامّة بتاريخ 04/ 10/ 2006
حسب التقليد الكنسي، يتمّ التعريف بالرسول برتلماوس على أنّه نتنائيل. كان نتنائيل هذا من قانا (راجع يو 21: 2)، وقد يجوز إذًا أن يكون شاهدًا على المعجزة الكبرى التي اجترحها الرّب يسوع في ذلك المكان (راجع يو 2: 1–11). وربّما يكون الجمع بين هاتَين الشخصيّتَين نابع من كون نتنائيل، في مشهد الدعوة التي ذكرها الإنجيل المقدّس، قد وُضع إلى جانب فيلبّس، أي في المكان الذي احتلّه برتلماوس على لائحة الرسل التي ذكرتها الأناجيل الأخرى.لقد أخبر فيلبّس نتنائيل أنّه قد وجد الّذي "ذَكَرهُ موسى في الشَّرِيعَةِ وذَكَرَه الأنبِياء، وهو يسوعُ ابنُ يوسُفَ مِنَ النَّاصِرَة". وكما هو معلوم، فقد أطلق عليه نتنائيل حكمًا مبرمًا: "أَمِنَ النَّاصِرَةِ يَخرُجَ شَيٌ صالِح؟" هذا التساؤل، بكلّ ما يحمله من معانٍ، مهمّ بالنسبة إلينا. إنّه يدلّ على أنّه بحسب تطلّعات اليهود، لا يمكن للمسيح المنتظر أن يأتي من قرية متواضعة كالناصرة (راجع يو 7: 42). لكن في الوقت عينه، يبرز هذا التساؤل حريّة الله التي تتخطّى كلّ توقّعاتنا، من خلال جعلنا نجده حيث لا نتوقّعه مطلقًا. في الواقع، نحن نعلم بأنّ الرّب يسوع لم يكن من الناصرة فقط، بل إنّه ولد في بيت لحم وأتى في النهاية من السماء، من الآب الذي في السموات.تدفعنا قصّة نتنائيل إلى تأمّل من نوع آخر: في علاقتنا مع الربّ يسوع، يجب ألاّ نكتفي بالعبارات فحسب. في جوابه، وجّه فيلبّس دعوة مهمّة إلى نتنائيل: "هلمّ فانظر!" فمعرفتنا بالمسيح بحاجة إلى خبرة حيّة. شهادة الغير مهمّة حتمًا، لأنّه عادةً تبدأ حياتنا المسيحيّة كلّها بالبشارة التي تأتي إلينا بفضل شاهد واحد أو أكثر، ثمّ علينا أن نلتزم شخصيًّا بعلاقة حميمة وعميقة مع الرّب يسوع.
#شربل سكران بالله