قَالَ الفرِّيسِيُّونَ لِلأَعمَى: «مَاذَا صَنَعَ لَكَ؟ كَيْفَ فَتَحَ عَيْنَيْك؟».
أَجَابَهُم: «قُلْتُ لَكُم ومَا سَمِعْتُم لِي، فَلِمَاذَا تُرِيْدُونَ أَنْ تَسْمَعُوا مَرَّةً ثَانِيَة؟ أَلَعَلَّكُم تُريدُونَ أَنْتُم أَيْضًا أَنْ تَصِيرُوا لَهُ تَلاميذ؟».
فَشَتَمُوهُ وقَالُوا: «أَنْتَ تِلميذُهُ! أَمَّا نَحْنُ فَتَلاميذُ مُوسَى!
نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ كَلَّمَ مُوسَى، أَمَّا هذَا فلا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ!».
أَجَابَ الرَّجُلُ وقَالَ لَهُم: «عَجَبًا أَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وقَدْ فَتَحَ عَيْنَيَّ!
نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ لا يَسْمَعُ لِلْخَطَأَة، بَلْ يَسْمَعُ لِمَنْ يَتَّقِيهِ ويَعْمَلُ مَشِيئتَهُ.
لَمْ يُسْمَعْ يَوْمًا أَنَّ أَحَدًا فَتَحَ عَيْنَي مَنْ وُلِدَ أَعْمَى.
فَلَو لَمْ يَكُنْ هذَا الرَّجُلُ مِنْ عِنْدِ الله، لَمَا ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَعْمَلَ شَيْئًا».
أَجَابُوا وقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ كُلُّكَ وُلِدْتَ في الخَطَايَا، وتُعَلِّمُنَا؟». ثُمَّ طَرَدُوهُ خَارِجًا.
وسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُم طَرَدُوه، فَلَقِيَهُ وقَالَ لَهُ: «أَتُؤْمِنُ أَنْتَ بِٱبْنِ الإِنْسَان؟».
أَجَابَ وقَال: «ومَنْ هُوَ، يَا سَيِّد، فَأُؤْمِنَ بِهِ؟».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «لَقَدْ رَأَيْتَهُ، وهُوَ الَّذي يُكَلِّمُكَ».
فَقَال: «أَنَا أُؤْمِن، يَا رَبّ». وسَجَدَ لَهُ.
فَقَالَ يَسُوع: «جِئْتُ إِلى هذَا العَالَمِ لِلدَّيْنُونَة، لِيُبْصِرَ الَّذينَ لا يُبْصِرُون، ويَعْمَى الَّذينَ يُبْصِرُون».
سَمِعَ هذَا الكَلامَ بَعْضُ الفَرِّيسِيِّينَ الَّذينَ كَانُوا مَعَهُ، فَقَالُوا لَهُ: «وهَلْ نَحْنُ أَيْضًا عُمْيَان؟».
قَالَ لَهُم يَسُوع: «لَوْ كُنْتُم عُمْيَانًا لَمَا كَانَتْ عَلَيْكُم خَطِيئَة. ولكِنْ مَا دُمْتُم تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِر، فَخَطِيئَتُكُم ثَابِتَة».
البحث 44
لقد أَعطيتُ للتوّ الملاحظة يا إخوتي؛ إن كان الأعمى قد طُرِد من قبل اليهود، فإنّ الرّب يسوع المسيح استقبله؛ وقد أصبح مسيحيًّا بالتحديد لأنّه طُرِد. "وسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُم طَرَدُوه، فَلَقِيَهُ وقَالَ لَهُ: أَتُؤْمِنُ أَنْتَ بِٱبْنِ الإِنْسَان؟". في هذا الوقت، كان الربّ يسوع يغسل له عيون نفسه؛ أجاب، رغم ذلك، وكأنّه لم يُغسَل بعد: "ومَنْ هُوَ، يَا سَيِّد، فَأُؤْمِنَ بِهِ؟ قَالَ لَهُ يَسُوع: "لَقَدْ رَأَيْتَهُ، وهُوَ الَّذي يُكَلِّمُكَ". الرّب يسوع هو الرسول، والأعمى غسل وجهه في بركة سلوام ومعناها الرَّسول. وجه نفس الأعمى غُسِلَت وضميره نُقّيَ: عندها عرف فيه ليس فقط ابن الإنسان، كما سبق وآمن، لكنّه آمن بأنّه ابن الله، الذي لبس إنسانيّتنا؛ فقال له: "أَنَا أُؤْمِن، يَا رَبّ". "أَنَا أُؤْمِن"، هذا الإعتراف قليل جدًّا؛ كيف لنا أن نعرف من أعتقد أنه يكون؟ تابع النص قائلاً: "وسَجَدَ لَهُ".ها قد وصلنا إلى ملء النهار، الذي يميّز النور من الظلمات. "فَقَالَ يَسُوع: جِئْتُ إِلى هذَا العَالَمِ لِلدَّيْنُونَة، لِيُبْصِرَ الَّذينَ لا يُبْصِرُون، ويَعْمَى الَّذينَ يُبْصِرُون". ما هذا يا ربّ؟ نحن متعبون، وأنت تقترح علينا أمرًا جديرًا بكلّ اهتمام؛ جدّد إذاً قوّتنا، لكي نستطيع أن نفهم ما قلته لنا: إنّك جئت "لِيُبْصِرَ الَّذينَ لا يُبْصِرُون". هذا أكيد، لأنّك أنت النور، لأنّك أنت النهار، لأنّك تبدّد الظلمات؛ كلّ نفسه ترى ذلك وتفهمه.
#شربل سكران بالله