30 Jan
30Jan


إنجيل القدّيس يوحنّا 52-40:7

سَمِعَ أُنَاسٌ مِنَ الجَمْعِ كَلامَ يَسُوع، فَأَخَذُوا يَقُولُون: «حَقًّا، هذَا هُوَ النَّبِيّ».
وآخَرُونَ كَانُوا يَقُولُون: «هذَا هُوَ المَسِيح». لكِنَّ بَعْضَهُم كَانَ يَقُول: «وهَلْ يَأْتِي المَسِيحُ مِنَ الجَلِيل؟
أَمَا قَالَ الكِتَاب: يَأْتِي المَسِيحُ مِنْ نَسْلِ دَاوُد، ومِنْ بَيْتَ لَحْمَ قَرْيَةِ دَاوُد؟».
فَحَدَثَ شِقَاقٌ في الجَمْعِ بِسَبَبِهِ.
وكَانَ بَعْضٌ مِنْهُم يُريدُ القَبْضَ عَلَيْه، ولكِنَّ أَحَدًا لَمْ يُلْقِ عَلَيْهِ يَدًا.
وعَادَ الحَرَس، فَقَالَ لَهُمُ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّون: «لِمَاذَا لَمْ تَجْلِبُوه؟».
أَجَابَ الحَرَس: «مَا تَكَلَّمَ إِنْسَانٌ يَوْمًا مِثْلَ هذَا الإِنْسَان!».
فَأَجَابَهُمُ الفَرِّيسِيُّون: «أَلَعَلَّكُم أَنْتُم أَيْضًا قَدْ ضُلِّلْتُم؟
وهَلْ آمَنَ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَوِ الفَرِّيسيِّين؟
لكِنَّ هذَا الجَمْعَ، الَّذي لا يَعْرِفُ التَّوْرَاة، هُوَ مَلْعُون!».
قَالَ لَهُم نِيقُودِيْمُوس، وَهُوَ أَحَدُهُم، ذَاكَ الَّذي جَاءَ إِلى يَسُوعَ مِنْ قَبْلُ:
«وهَلْ تَدِينُ تَوْرَاتُنَا الإِنْسَانَ قَبْلَ أَنْ تَسْمَعَهُ وتَعْرِفَ مَا يَفْعَل؟».
أَجَابُوا وقَالُوا لَهُ: «أَلَعَلَّكَ أَنْتَ أَيْضًا مِنَ الجَليل؟ إِبْحَثْ وَٱنْظُرْ أَنَّهُ لا يَقُومُ نَبِيٌّ مِنَ الجَلِيل!».

أوريجينُس (نحو 185 - 253)، كاهن ولاهوتيّ

دراسة حول المبادئ، الكتاب الثّاني

«ولكِن لم يَبسُطْ إِلَيه أَحَدٌ يَدًا»

نجدُ في الرّب يسوع المسيح سماتٍ بشريّة لا تختلفُ بشيء عن ضعفِنا نحن البشر، وفي الوقتِ عينِه سماتٍ إلهيّة لا تليقُ سوى بالطبيعة الإلهيّة السامية والفائقة الوصف. إزاء هذا الوضع، يُصابُ الذكاء البشري المحدود جدًّا، بإعجاب كبير يعجزُ أمامه عن التفكير أو عن التصرّف. ففي حين اعتبرَ – هذا الذكاء - المسيح إلهًا، لكن ها هو يراه يموت. وكيف لهذا الذكاء البشري أن يعتبرَ الرّب يسوع المسيح إنسانًا، في حين أنّه قامَ من بين الأموات مُنتصرًا، بعد أن دمَّرَ إمبراطوريّة الموت. لذا، يجب أن نمارسَ تأمّلَنا بكلّ إجلال وخشية، مُعتَبرين أنّ الرّب يسوع المسيح بذاتِه يحوي حقيقة الطبيعتين، ومُتفادين أن ننسبَ للجوهر الإلهي الفائق الوصف أمورًا لا تليقُ به أو لا تناسبُه، لكن مُتفادين أيضًا أن نرى في الأحداث التاريخيّة مجرّد مظاهر وهميّة.بالفعل، فإنّ إسماع مثل هذه الأمور لآذانٍ بشريّة والتعبير عنها بالكلام يتخطّى بأشواط طاقاتَنا وموهبَتَنا ولغتَنا. كما أعتقدَ أنّ الأمر يفوقُ حتّى قدرة الرُّسل أنفسهم. لا بل تفسير هذا السرّ يتجاوز على الأرجح القدرات الملائكيّة كلّها.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.