قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام.
إِحْذَرُوا النَّاس! فَإِنَّهُم سَيُسْلِمُونَكُم إِلى المَجَالِس، وفي مَجَامِعِهِم يَجْلِدُونَكُم .
وتُسَاقُونَ إِلى الوُلاةِ والمُلُوكِ مِنْ أَجْلي، شَهَادَةً لَهُم وِلِلأُمَم.
وحِيْنَ يُسْلِمُونَكُم، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، فَإِنَّكُم سَتُعْطَونَ في تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ.
فَلَسْتُم أَنْتُمُ ٱلمُتَكَلِّمِيْن، بَلْ رُوحُ أَبِيْكُم هُوَ المُتَكَلِّمُ فِيْكُم.
وسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلى وَالِدِيْهِم ويَقْتُلُونَهُم.
ويُبْغِضُكُم جَمِيْعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، ومَنْ يَصبِرْ إِلى المُنْتَهَى يَخْلُصْ.
وإِذَا ٱضْطَهَدُوكُم في هذِهِ المَدِينَة، أُهْرُبُوا إِلى غَيْرِهَا. فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ تَبْلُغُوا آخِرَ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ٱبْنُ الإِنْسَان.
لَيْسَ تِلْميذٌ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ، ولا عَبْدٌ مِنْ سَيِّدِهِ.
حَسْبُ التِّلْمِيذِ أَنْ يَصِيْرَ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ، والعَبْدِ مِثْلَ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانَ سَيِّدُ البَيْتِ قَدْ سَمَّوْهُ بَعْلَ زَبُول، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَهْلُ بَيْتِهِ؟
حديث بتاريخ 21/03/1659
أوصانا ربّنا يسوع المسيح بأن نكون "َكَالحَمامِ ساذِجين"، تلك السّذاجة التي تقتصر على قولِ الأشياء كما هي بكلّ بساطة، كما نفكّر فيها بدون ملاحظات غير مجدية، وعلى العمل بكلّ طيبة وبدون تمويه أو تحايل، واضعين الله وحده فقط نُصب أعيُننا. لذا، يجتهد كلّ منّا على إتمام أعماله متحلّيًا بروح البساطة هذه، قائلاً لذاته إنّ الله يُسرّ بالتواصل مع البسطاء وبالكشف لهم عن أسراره التي يَخْفَيها عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ (راجع مت 11: 25). لكن في الوقت نفسه الذي أوصانا فيه الرّب يسوع المسيح ببساطةِ الحمام، أمرنا باستخدام حكمة الحيّات، وهي فضيلة تجعلنا نتحدّث ونتصرّف بحذرٍ...والربّ، إذ قال للرسل إنّه يرسلهم كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، أوصاهم في الوقت نفسه بأن يكُونُوا "كَٱلحَيّاتِ حاذِقين، وَكَٱلحَمامِ ساذِجين". ثم أضاف: "وَلكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى المَجَالِسَ... مِنْ أَجْلِي... لكن مَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ". لقد تحدّث في البدء عن الحذر ثمّ عن البساطة؛ الحذر للذهاب كالغنم بين الذئاب حيث خطر تعرّضهم لسوء المعاملة. قال لهم: "كونوا حذرين، كونوا متيقّظين لكن ابقوا بسطاء"، "احذروا من الناس": انتبهوا لذواتكم كما ينّص عليه الحذر؛ لكن إن وقفتم أمام القضاة، فلا تهتمّوا بما تجيبون، وهذه هي البساطة. أنتم ترون أنّ الربّ ربط بين هاتين الفضيلتين، دافعًا إيّانا إلى الإفادة منهما في آنٍ معًا؛ كما أوصانا باستخدامهما أيضًا وأفهمنا أنّ الحذر والبساطة يتماشيان معًا عندما نفهمهما جيّدًا.
#شربل سكران بالله