19 Feb
19Feb


إنجيل القدّيس لوقا 34-32:12

قالَ الربُّ يَسوعُ: «لا تَخَفْ، أَيُّها القَطِيعُ الصَّغِير، فَقَدْ حَسُنَ لَدَى أَبِيكُم أَنْ يُعْطِيَكُمُ المَلَكُوت.
بِيعُوا مَا تَمْلِكُون، وَتَصَدَّقُوا بِهِ، وٱجْعَلُوا لَكُم أَكْيَاسًا لا تَبْلَى، وَكَنْزًا في السَّماوَاتِ لا يَنفَد، حَيْثُ لا يَقْتَرِبُ سَارِق، ولا يُفْسِدُ سُوس.
فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم.

القدّيس لاوُن الكبير (؟ - نحو 461)، بابا روما وملفان الكنيسة

العظة 95، 2-3

«بيعوا أَموالَكم وتَصَدَّقوا بِها واجعَلوا لَكُم أَكْياساً لا تَبْلى، وكَنزاً في السَّمواتِ لا يَنفَد»

"طوبى لِفُقراءِ الرُّوح فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات" (مت 5: 3)... إنّ أوّل من أعطانا مثال هذا الفقر السخيّ، من بعد الربّ، هم الرُّسل. لقد تركوا، من دون تردّد، كلّ خيراتهم عند دعوة المعلّم الإلهيّ، وارتدّوا بفرح وتخلّوا عن صيدهم للأسماك ليصبحوا صيّادي بشر (راجع مت  4: 18 وما يليها). من بين من اصطادوهم، كثيرون أصبحوا مشابهين لهم بتقليد إيمانهم؛ عند أوّل أبناء للكنيسة، "فكانَ جَماعَةُ الَّذينَ آمَنوا قَلبًا واحِدًا ونَفْساً واحِدة" (أع 4: 32). فلمّا تجرَّدوا من جميع ممتلكاتهم، اغتنوا بالخيرات الأبديّة بفضل الفقر المقدّس. وإذ قبلوا وعظ الرسل، كانوا يفرحون بأنّ ليس لديهم شيء في هذا العالم وبأنّهم كانوا يمتلكون كلّ شيء في الرّب يسوع المسيح (راجع 2كور 6: 10).في أحد الأيّام كان الرسول القدّيس بطرس صاعدًا إلى الهيكل. فطلب منه رجل أعرج صدقة:"لا فِضَّةَ عِندي ولا ذَهَب، ولكِنِّي أُعْطيك ما عندي: بِاسمِ يسوعَ المَسيحِ النَّاصِريِّ امشِ!" (أع 3: 6)... شفاه بطرس  بكلمة. كونه لا يملك مالاً عليه صورة القيصر، أعاد بطرسإظهار  صورة الرّب يسوع المسيح في الإنسان. إنّ غنى هذا الكنز لم يقتصر على إنقاذ ذلك الذي أُعطيَت له مجدَّداً قدرة المشي فحسب، بل أيضاً الخمسة آلاف رجل الذين آمنوا بعظة الرَّسول بسبب هذه المعجزة (راجع أع 4: 4). وبطرس، ذلك الفقير الذي لم يكن لديه ما يعطيه لشخص يطلب منه الصدقة، أعطى من النعمة الإلهيّة بشكل كبير حتّى أنّه، وهو غير مكتَفٍ بجعل رجل يقف على قدميه، شفى قلوب الآلاف من البشر من خلال منحهم الإيمان.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.