قالَ الربُّ يَسوع: «سَمِعْتُم أَنَّهُ قِيل: لا تَزْنِ.
أَمَّا أَنا فَأَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَنْ يَنْظُرُ إِلى ٱمْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَها، فَقَدْ زَنى بِهَا في قَلْبِهِ.
إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ اليُمْنَى سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَٱقْلَعْها وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ، ولا يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ في جَهَنَّم.
وإِنْ كَانَتْ يَدُكَ اليُمْنَى سَبَبَ عَثْرةٍ لَكَ، فَٱقْطَعْها وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ، ولا يَذْهَبَ جَسَدُكَ كُلُّهُ إِلى جَهَنَّم.
وقِيلَ أَيْضًا: مَنْ طَلَّقَ ٱمْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِها كِتَابَ طَلاق.
أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَنْ يُطَلِّقُ ٱمْرَأَتَهُ - إِلاَّ في حَالِ مُسَاكَنَةِ زِنى - يَجْعَلُها تَزْنِي. ومَنْ تَزَوَّجَ مُطَلَّقَةً يَزْني.
سَمِعْتُم أَيْضًا أَنَّهُ قِيْلَ لِلأَقْدَمِين: لا تَحْلِفْ بَاطِلاً، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ مَا حَلَفْتَ بِهِ.
أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: لا تَحْلِفُوا أَبَدًا، لا بِالسَّمَاءِ لأَنَّها عَرْشُ الله،
ولا بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْه، ولا بِأُورَشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ المَلِكِ الأَعْظَم.
ولا تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لأَنَّكَ لا تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً مِنْهُ بَيْضَاءَ أَو سَوْدَاء.
فَلْيَكُنْ كَلامُكُم: نَعَم، نَعَم! لا، لا! ومَا يُزَادُ عَلى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّير.
حول عيد الفصح المجيد (من وحي عظة لهيبوليطُس)
إنّ الشريعة التي مُنحت لموسى هي مجموعة تعاليم متنوعة وآمرة، مجموعة مفيدة حول كل ما يجب القيام به في هذه الحياة وانعكاس سرّي لتقاليد الحياة الخالدة: شعلةٌ ومِصباح، نارٌ ونور، تُمثِّل انعكاسات الأنوار السماوية. إنّ شريعة موسى كانت نموذجًا للتقوى وقاعدةً للأخلاقيات الصادقة، وكانت الفرامل لإيقاف الخطيئة الأولى، "وظِلَّ الأُمورِ المُستَقبَلة" (كول 2: 17). إنّ شريعة موسى كانت معلّمةً للتقوى وموجّهةً للعدالة ونورًا للعميان ودليلاً للحمقى، وكانت للأطفال مُدَرِّسةً وللغافلين رباطًا وللعقول المتصلبة تَحرُّرًا ولفاقدي الصبر نيرًا.إنّ شريعة موسى كانت رسولاً للرّب يسوع المسيح، وسابقًا له، وكانت مبشِّرًا ونبيًّا للملك العظيم، كانت مدرسة حكمة، وتحضيرًا لا بد منه وتعليمًا عامًا، وعقيدةً أتت في حينها وكانت سرًّا وقتيًا. إنّ شريعة موسى كانت ملخّصًا رمزيًّا وخفيًّا للنعمة الآتية في المستقبل مُعلِنةً، من خلال الصّور المسبقة، كمال الحقيقة الآتية. فمِن خلال تقديم الذبائح أعلنت عن الذّبيحة الإلهيّة التّي ستُقدّم، ومن خلال الدّم أعلنت عن الدم الإلهي الّذي سيراق، من خلال الحمل، أعلنت عن حمل الله، من خلال اليمامة أعلنت عن الرّوح القدس الّذي نَزَل من السّماء كأنّه حمامة (راجع يو 1: 32)، ومن خلال المذبح أعلنت عن الكاهن العظيم، من خلال الهيكل أعلنت عن مسكن الألوهية، ومن خلال نار المذبح أعلنت عن "نور العالم" (يو 8: 12) الّذي سوف ينزل من السماء.
#شربل سكران بالله