21 Feb
21Feb


إنجيل القدّيس متّى 48-38:5

قالَ الربُّ يَسوع: «سَمِعْتُم أَنَّهُ قِيْل: أَلْعَيْنُ بِالعَين، والسِّنُّ بِالسِّنّ.
أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: لا تُقَاوِمُوا الشِّرِّير، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلى خَدِّكَ الأَيْمَن، فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيضًا.
ومَنْ أَرَادَ أَنْ يُحَاكِمَكَ لِيَأْخُذَ قَمِيصَكَ، فَٱتْرُكْ لَهُ رِدَاءَكَ أَيْضًا.
ومَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً واحِدًا، فَٱذْهَبْ مَعَهُ مِيلَين.
مَنْ يَسْأَلُكَ فَأَعْطِهِ، ومَنْ يُريدُ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلا تُحَوِّلْ وَجْهَكَ عَنْهُ.
سَمِعْتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَكَ وأَبْغِضْ عَدُوَّكَ.
أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم،
لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات، لأَنَّه يُشْرِقُ بِشَمْسِهِ عَلى الأَشْرَارِ والأَخْيَار، ويَسْكُبُ غَيْثَهُ عَلى الأَبْرَارِ والفُجَّار.
فَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُم؟ أَلَيْسَ العَشَّارُونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟
وإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلى إِخْوَتِكُم وَحْدَهُم، فَأَيَّ فَضْلٍ عَمِلْتُم؟ أَلَيْسَ الوَثَنِيُّونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟
فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِين، كمَا أَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِل.

القدّيس قيصاريوس (٤٧٠ - ٥٤٣)، راهب وأسقف آرل

عظات للشعب، العظة رقم 23

«أَمّا أَنا فَأَقولُ لَكُم: لا تُقاوِموا ٱلشِّرّير»

"فمَن حَفِظَ الشَّريعَةَ كُلَّها وزَلَّ في أَمْرٍ واحِدٍ مِنها أخطَأَ بِها جَميعًا" (يع 2: 10). ما هي هذه الوصيّة الفريدة من نوعها، إن لم يكن الحبّ الحقيقي، المحبّة الكاملة؟ عنها قال الرسول بولس: "لأَنَّ تمامَ الشَّريعةِ كُلِّها في هذهِ الكَلِمةِ الواحِدة: أَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ" (غل 5: 14).لأنّ المحبّة الحقيقيّة صبورة في العدائيّة ومعتدلة في الازدهار. إنّها قويّة وسط العذابات، وسعيدة في الأعمال الصالحة، وبأمان تامّ في التجربة. إنّها رقيقة جدًا بين الإخوة الحقيقيّين، وصبورة جدًّا وسط الإخوة الكذّابين. إنّها بريئة وسط المطبّات؛ هي تئنّ وسط الشرور؛ وتتنفّس في الحقيقة. إنّها عفيفة في سوسنّ المتزوّجة وحنّة الأرملة ومريم العذراء (راجع دا 13: 1؛ لو 2: 36). إنّها متواضعة في طاعة بطرس وحرّة في جدال بولس. إنّها إنسانيّة في شهادة المسيحيّين، وإلهيّة في غفران المسيح. لأنّ المحبّة الحقيقيّة، أيّها الإخوة الأعزّاء، هي نفس كلّ الكتاب المقدّس، وقوّة النبوءة، وهيكل المعرفة، وثمرة الإيمان، وغنى الفقراء وحياة المحتضرين. لذا، حافظوا عليها بوفاء؛ واعتزّوا بها من كلّ قلبكم وبكلّ قوّة روحكم (مر12: 30).



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.