وَلَمَّا تَمَّتِ الأَيَّامُ لِيُرْفَع، صَمَّمَ يَسُوعُ بِعَزْمٍ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلى أُورَشَلِيم.
وَأَرْسَلَ رُسُلاً أَمَامَ وَجْهِهِ، فَذَهَبُوا وَدَخَلُوا قَرْيَةً لِلسَّامِريِّين، لِكَي يُعِدُّوا لِقُدُومِهِ.
فَلَمْ يَقْبَلْهُ السَّامِرِيُّون، لأَنَّهُ كَانَ مُتَوَجِّهًا إِلَى أُورَشَليم.
وَلَمَّا رأَى ذلِكَ تِلمِيذَاهُ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، قَالا: «يا رَبّ، هَلْ تُرِيدُ أَنْ نَأْمُرَ بِأَنْ تَنْزِلَ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ وَتُفْنِيَهُم؟».
فٱلْتَفَتَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ وَأَنَّبَهُمَا.
ثُمَّ ذَهَبُوا إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى.
أحاديث روحيّة، الجزء الثاني، الرقم 10، 36
حين يصبح أحدهم أهلاً بتذوّق حبّ الله، ينسى كلّ شيء بسبب عذوبته، لأنّه ما إن يتذوّق هذا الحبّ، لا تعود الأمور المرئيّة كلّها تهمّه. فتقترب نفسه بفرح من حبّ الناس الجميل، من دون تمييز. لا تزعجه قطّ نقاط ضعفهم التي لا تخيفه، تمامًا كما الرسل الطوباويّين الذين عجزوا كليًّا، وسط كلّ الآلام التي كان عليهم تحمّلها من جلاّديهم، عن كره هؤلاء ولم يملّوا من محبّتهم لهم. وقد ظهر ذلك جليًّا حين تحمّلوا في النهاية الموت حتّى يلتقوا بهم يومًا في السماء.على أنّ هؤلاء أنفسهم كانوا قبل وقت قصير قد توسّلوا الرّب يسوع المسيح ليُنزل النار من السماء على السامريّين الذين رفضوا استقبالهم فحسب في قريتهم. لكن ما إن تلقّوا موهبة تذوّق حبّ الله، حتّى باتوا كاملين حتّى في حبّهم للأشرار.
#شربل سكران بالله