فِيمَا كانَ يَسُوعُ ذَاهِبًا إِلى أُورَشَلِيم، ٱجْتَازَ ما بَيْنَ السَّامِرَةِ والجَلِيل.
وفِيمَا هُوَ يَدْخُلُ إِحْدَى القُرَى، لَقِيَهُ عَشَرَةُ رِجَالٍ بُرْص، فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيد،
وَرَفَعُوا أَصْواتَهُم قَائِلين: «يا يَسُوع، يَا مُعَلِّم، إِرْحَمْنا!».
وَرَآهُم يَسُوعُ فَقالَ لَهُم: «إِذْهَبُوا وأَرُوا أَنْفُسَكُم لِلْكَهَنَة». وفيمَا هُمْ ذَاهِبُونَ طَهُرُوا.
فَلَمَّا رَأَى وَاحِدٌ مِنْهُم أَنَّهُ قَدْ شُفِيَ، عَادَ وَهوَ يُمَجِّدُ اللهَ بِصَوتٍ عَظِيم.
وٱرْتَمَى عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ قَدَمَي يَسُوعَ يَشْكُرُه، وكانَ سَامِرِيًّا.
فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقال: «أَمَا طَهُرَ العَشَرَة؟ فَأَيْنَ التِّسعَة؟
أَمَا وُجِدَ فِيهِم مَنْ يَعُودُ لِيُمَجِّدَ اللهَ سِوَى هذَا الغَريب؟!».
ثُمَّ قالَ لَهُ: «قُمْ وٱذْهَبْ، إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ!».
عظات متفرّقة
في أيّامنا هذه نرى كثيرين من النّاس يصلّون، ولكن يا للأسف لا نرى منهم من يعود أدراجه ليشكر الله على نعمه. "أَليسَ العَشَرَةُ قد بَرِئوا؟ فأَينَ التِّسعَة؟". أظن أنّكم تذكرون أن المخلّص قد تذمّر بهذه الكلمات من جحود البرص التّسعة. نقرأ أنّهم كانوا يعرفون جيّدًا كيف يصلّون ويطلبون ويترجّون لأنهم رفعوا الصّوت صارخين: "رُحْماكَ يا يسوع، أَيُّها المُعَلِّم!". لكنّه قد نقصهم شيء رابع سمّاه القدّيس بولس "الحمد" (راجع 1تم 2: 1) لأن هؤلاء التّسعة لم يعودوا ليحمدوا الله.كذلك، نرى أيضًا في وقتنا الحاضر عددًا من الأشخاص يطلبون من الله بإلحاح ما ينقصهم، ولكن نرى أن عددًا قليلاً منهم يعترفون بالخير الّذي نالوه بفضل الصّلاة. ليس هناك من ضيرٍ في الطّلب بإلحاح ولكن ما يجعل الرّب لا يستجيب دعاءنا هو أنهّ يرانا جاحدين للنعمة. في النهاية قد يكون عدم الاستجابة هذا عمل رحمة من الرّب بألاّ يعطي الجاحدين ما يطلبون كي لا يدانوا بشدّة أكثر بسبب جحودهم... إذاً إن الرّب لا يستجيب في بعض الأحيان الطّلب بدافع من رحمته...ترون إذًا كلّ الّذين برؤا من البرص في العالم، أعني من شتّى الأمراض والمحن، لا يستفيدون من شفائهم هذا. فبعضهم بالفعل قد أصابهم مرض أشدّ من البرص وأشد خطرًا كلما كان مرضًا داخليًا. لهذا السّبب قد سأل الرّب عن التّسعة الباقين لأن الخطأة يبتعدون عن الخلاص. هكذا، بعد الخطيئة الأولى سأل الله الإنسان الأول: "أينَ أنتَ" (تك 3: 9)
#شربل سكران بالله