إنجيل القدّيس يوحنّا 36-31:12
قالَ الربُّ يَسوعُ: «هِيَ الآنَ دَيْنُونَةُ هذَا العَالَم. أَلآنَ يُطْرَدُ سُلْطَانُ هذَا العَالَمِ خَارِجًا.
وأَنَا إِذَا رُفِعْتُ عَنِ الأَرض، جَذَبْتُ إِليَّ الجَمِيع».
قَالَ هذَا لِيَدُلَّ عَلى أَيِّ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَهَا.
فَأَجَابَهُ الجَمْع: «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ التَّوْرَاةِ أَنَّ المَسِيحَ يَبْقَى إِلى الأَبَد. فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: إِنَّ عَلى ٱبْنِ الإِنْسَانِ أَنْ يُرْفَع؟ مَنْ هُوَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ هذَا؟».
قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَلنُّورُ بَاقٍ بَيْنَكُم زَمَنًا قَليلاً. سِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّور، لِئَلاَّ يَدْهَمَكُمُ الظَّلام. فَمَنْ يَسيرُ في الظَّلامِ لا يَدْرِي إِلى أَيْنَ يَذْهَب.
آمِنُوا بِٱلنُّور، مَا دَامَ لَكُمُ النُّور، لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّور». قَالَ يَسُوعُ هذَا، ومَضَى مُتَوارِيًا عَنْهُم.
«هكذا فَلْيُضِئْ نُورُكُم لِلنَّاس» (مت 5: 16)
لقد دعا الربّ تلاميذه ـ"ملح الأرض" لأّنّهم رَفعوا، بمذاقِ الحكمةِ السماويّة، قلوب البشر التي انتزع الشيطان طعمها. وها هو الآن يدعوهم "نور العالم" لأنّهم، باستنارتهم به، هو النور الأبديّ والحقيقي، قد أصبحوا بدورهم "نورًا يُشرق في الظلمات" (يو 1: 5). ولكونه هو نفسه "شمس البرّ" (ملا 3: 20)، بإمكانه أيضًا أن يدعو تلاميذه ـ"نور العالم"؛ فبهم، كما بأنوارٍ لامعةٍ، يُغدق نور معرفته على الأرض قاطبةً. في الواقع، لقد أظهروا نور الحقيقة، مبعدين بذلك ظلام الخطيئة عن قلب البشر.
مستنيرين بهم، نحن أيضًا، غَدَونا نورًا، بعد أن كنّا في الظلام، كما قال القدّيس بولس: "بالأمْسِ كُنتُم ظَلامًا، أَمَّا اليَومَ فأَنتُم نُورٌ في الرَّبّ. فسِيروا سيرةَ أَبناءِ النُّور" (أف 5: 8). كذلك: "لأَنَّكم جَميعًا أَبناءُ النُّورِ وأَبناءُ النَّهار. لَسْنا نَحنُ مِنَ اللَّيلِ ولا مِنَ الظُّلُمات" (1تس 5: 5). كان لدى القديّس يوحنّا الحقّ أن يؤكّد في رسالته: أنّ "الله نور"؛ الذي يسكن في الله هو في النور، لأنّ الله هو النور (1يو 1: 5-7). بما أنّ فرحنا أن نكون محرّرين من ظلام الخطيئة، علينا العيش في النور، سيروا في النور كأبناءٍ حقيقيّين للنور.
#شربل سكران بألله