إنجيل القدّيس مرقس 1:9.38-34:8
دعَا يَسُوعُ الجَمْعَ وتَلامِيذَهُ، وقَالَ لَهُم: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي،
لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ يُخَلِّصُها.
فمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَو رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ؟
ومَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟
مَنْ يَسْتَحِي بِي وَبِكلامِي، في هذَا الجِيلِ الزَّانِي الخَاطِئ، يَسْتَحِي بِهِ ٱبْنُ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَأْتِي في مَجْدِ أَبْيهِ مَعَ مَلائِكَتِهِ القِدِّيسِين».
وقالَ لَهُم يَسُوع: «أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنا لَنْ يَذُوقُوا المَوْت، حَتَّى يَرَوا مَلَكُوتَ اللهِ وقَدْ أَتَى بِقُوَّة».
«مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صَليبَه ويَتبعْني»
إنّ أسرار الكنيسة هي، مثل الكنيسة نفسها، ثمرة حبّة الحنطة التي ماتت (راجع يو 12: 24). كي نحصلَ عليها، يجب أن ندخلَ في السياق الذي نتجَتْ عنه تلك الأسرار. ويشمل هذا السياق أن نزهدَ بأنفسنا كي نخلّصَ حياتَنا: "لِأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حَياتَه يَفقِدُها، وأَمَّا الَّذِي يَفقِدُ حَياتَه في سبيلي وسبيلِ البِشارَة فإِنَّه يُخَلِّصُها".
هذه العبارة التي قالَها الرّب يسوع المسيح هي المبدأ الأساسي للحياة المسيحيّة. فالإيمان يعني أن نقولَ "نعم" لمغامرة "الزهد بالنفس" المقدّسة؛ كما أنّ الإيمان، في جوهره، ليس سوى الحبّ الحقيقي. وبالتالي، فإنّ الشكل المميّز للحياة المسيحيّة ينبع من الصليب. فالانفتاح المسيحي على العالم، والذي نشهدُه في أيّامنا هذه، لا يمكن أن يلاقي نموذجه الحقيقي إلاّ من خلال الجَنْب المطعون بالحربة للرّب يسوع المسيح (راجع يو19: 34)، وهو التعبير عن هذا الحبّ الجذري القادر وحده على الإنقاذ.
#شربل سكران بألله