إنجيل القدّيس متّى 35-31:13
ضَرَبَ يَسُوعُ مَثَلاً آخَرَ قَائِلاً: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ حَبَّةَ خَرْدَل، أَخَذَهَا رَجُلٌ وزَرَعَهَا في حَقْلِهِ.
إِنَّهَا أَصْغَرُ البُذُورِ كُلِّهَا، وحينَ تَنْمُو تَكُونُ أَكْبَرَ البُقُول، وتُصْبِحُ شَجَرَةً حَتَّى إِنَّ طُيُورَ السَّمَاءِ تَأْتِي فَتُعَشِّشُ في أَغْصَانِها».
وكَلَّمَهُم بِمَثَلٍ آخَر: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا ٱمْرَأَة، وخَبَّأَتْهَا في ثَلاثَةِ أَكْيَالٍ مِنَ الدَّقِيق، حَتَّى ٱخْتَمَرَ كُلُّهُ».
هذَا كُلُّهُ قَالَهُ يَسُوعُ لِلْجُمُوعِ بِأَمْثَال، وبِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُم بِشَيء،
فَتَمَّ مَا قِيْلَ بِالنَّبِيّ: «سَأَفْتَحُ فَمِي بِالأَمْثَال، وأُحَدِّثُ بِمَا كانَ مَخْفِيًّا مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم».
مثل الخميرة
ثمّ قدّم لهم الربّ مَثَل الخميرة وكأنّي به يقول لهم:.. كما توصل الخميرة قوّتها إلى الدقيق، هكذا أنتم أيضًا ستحوّلون العالم كلّه... لا تعترضوا على طرحي قائلين: ماذا يمكننا أن نفعل، ونحن لسنا سوى اثنيّ عشر شخصًا، مرميّين وسط حشد كبير من الناس؟ إنّ هذا الأمر بالتحديد هو ما سوف يُظهِر بريق قوّتكم، وهو أنّكم ستواجهون هذه الأعداد الوفيرة بدون تراجع... إنّه الرّب يسوع المسيح وحده الذي يعطي للخميرة قوّتها: لقد خلط مَن لديهم إيمان به مع الجموع، لكي ننقل إلى بعضنا البعض معرفتنا. إذًا، يجب علينا ألاّ ننتقد عدد الرسل القليل، لأنّ قوّة الرسالة كبيرة؛ وعندما يتخمّر العجين، يصبح بدوره خميرة للبقيّة.
لكن إن أقام اثنا عشر شخصًا الأرض كلّها، كم نحن إذًا سيّئون، نحن الذين بالرغم من عددنا الكبير، لا نتوصّل إلى جعل الذين من حولنا يرتدّون، في حين أنّ عددًا مماثلاً كان كافيًا ليكون الخميرة لآلاف الأشخاص!... لكنّ هؤلاء الاثني عشر، كما تقولون، كانوا الرسل!... وماذا يعني ذلك؟ ألم يكونوا في نفس ظروفنا؟ ألم يسكنوا المدن؟ ألم يشاركونا مصيرنا؟ ألم يمارسوا المهن؟ هل كانوا إذًا ملائكة نازلة من السماء؟ تقولون إنّهم قاموا بالعجائب؟ لكنّنا لا نقدّرهم لهذا السبب. إلى متى نتكلّم عن عجائبهم لنخبّئ كسلنا؟... إذًا، من أين تأتي عَظَمَة الرسل؟... من كرههم للثروات، من احتقارهم للمجد... إنّها طريقة الحياة التي تعطي البريق الحقيقي، والتي تُنزِلُ نعمة الروح.
#شربل سكران بألله