إنجيل القدّيس متّى 22-15:22
ذَهَبَ الفَرِّيسِيُّونَ فتَشَاوَرُوا لِكَي يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَة.
ثُمَّ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلامِيذَهُم مَعَ الهِيرُودُوسِيِّينَ قَائِلين: «يَا مُعَلِّم، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِق، وأَنَّكَ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ بِالحَقّ، ولا تُبَالِي بِأَحَد، لأَنَّكَ لا تُحَابِي وُجُوهَ النَّاس.
فَقُلْ لَنَا: مَا رَأْيُكَ؟ هَلْ يَجُوزُ أَنْ نُؤَدِّيَ الجِزْيَةَ إِلى قَيْصَرَ أَم لا؟».
وعَرَفَ يَسُوعُ مَكْرَهُم فَقَال: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونِي، يَا مُراؤُون؟
أَرُونِي نُقُودَ الجِزْيَة». فَقَدَّمُوا لَهُ دِيْنَارًا.
فَقَالَ لَهُم: «لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ والكِتَابَة؟».
قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَر». حَينَئِذٍ قَالَ لَهُم: «أَدُّوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ إِلى قَيْصَرَ ومَا للهِ إِلى الله».
فَلَمَّا سَمِعُوا تَعَجَّبُوا وتَرَكُوهُ وَمَضَوا.
«فَخَلَقَ اللهُ الإِنسانَ على صُورَتِه على صُورَةِ اللهِ خَلَقَه» (تك 1: 27)
أيّها الإنسان، لماذا تحتقر نفسك إلى هذه الدرجة، بينما قيمتك كبيرة جدًّا عند الله؟ في حين كرّمك الله بولادة الرّب يسوع المسيح في جسدنا، لماذا تحتقر نفسك إلى هذا الحدّ؟ لماذا تبحث عن الطريقة التي خُلِقت بها ولا تبحث عن سبب الذي وُلِدت من أجله؟ ألم يُخلَق هذا العالم كلّه من أجلكَ؟ من أجلكَ يشرق النور ويبدّد الظلام؛ من أجلك تمّ ضبط الليل، ومن أجلك تمّ قياس النهار؛ من أجلك تشعّ السماء بروائع الشمس وبهاء القمر وإشراق النجوم؛ من أجلك تمتلئ الأرض بالزهور والأشجار والثمار؛ من أجلك خُلِقت هذه الحيوانات الكثيرة في الجوّ، وفي الحقول وفي الماء العذبة، لئلاّ تفسد الوحدة القاتمة فرح العالم الجديد...
إضافة إلى ذلك، فإنّ الخالق بحث عمّا يمكنه أن يضيف إلى كرامتك: فخلقكَ على صورته (راجع تك 1: 27)، كي تجعل هذه الصورةُ المرئيّةُ الخالقَ غير المرئيّ حاضرًا على الأرض... وما فعلته قوّة الله بك ، طاب له أن يتحمّله بنفسه؛ فقد أراد فعلاً أن يتجلّى في الإنسان الذي لم يكن قد ظهر فيه بعد إلاّ على سبيل الصورة. ومنح الإنسان أن يصبح فعليًّا ما لم يكن عليه من قبل إلاّ على سبيل التشابه... وُلِد الرّب يسوع المسيح إذًا كي يعيد إلى الطبيعة الساقطة كلّ نزاهتها.
#شربل سكران بألله