إنجيل القدّيس يوحنّا 50-48:12
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «مَنْ يَرْذُلُنِي، ولا يَقْبَلُ أَقْوَالِي، فَلَهُ دَيَّانُهُ: أَلْكَلِمَةُ الَّتِي قُلْتُهَا هِيَ تَدِينُهُ في اليَوْمِ الأَخير؛
لأَنِّي مَا تَكَلَّمْتُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلِ الآبُ الَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ أَوْصَانِي بِمَا أَقُولُ وَبِمَا أَتَكَلَّم.
وأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة. ومَا أَتَكَلَّمُ بِهِ، فَكَمَا قَالَ لِيَ الآبُ، هكَذَا أَنَا أَتَكَلَّم».
«مَن آمَنَ بي لم يُؤمِنْ بي أَنا بل بالَّذي أَرسَلَني»
إنّ الأقانيم الإلهيّة شفّافين بين بعضهم البعض. إنّهم مثل السُبحة: إن أخذتم واحدًا من الأقانيم الإلهيّة، سوف تسحبون الإثنين الآخرَين معه. من المستحيل أن تمسكوا الآب دون ارتباطه بالابن. فالأبوّة هي بالضبط ما يشكّل شخصيّته، ولكن لا يمكن أن يكون الآب من دون الإبن. ومن ثمّ، فمن المستحيل للآب والإبن، في حبّهما المتبادل، ألّا ينبثق منهما الرُّوح. إذًا، هناك كلمة يستخدمها اللاهوتيّون لهذا، إنّهم يتحدّثون عن الاتّحاد الوثيق بحركة محبّة متواصلة بين الأقانيم الإلهيّة. هناك كلمة – تجعل الأمر أكثر وضوحًا -إنّ الأقانيم الإلهيّة شفّافين بين بعضهم البعض. عندما تتوجّهون إلى واحد منهم، يكون الاثنان الآخَران هنا، باللشفافيّة، وأنتم تتوجّهون إليهما؛ إنّهم متميّزون، لكنّهم شفّافون لبعضهم البعض. إذًا، عندما قال الرّب يسوع: "الكَلِمَةُ الَّتي تَسمَعونَها لَيسَت كَلِمَتي بل كَلِمَةُ الآبِ الَّذي أَرسَلَني" (يو 14: 24)، فهذا صحيح؛ وهذا الكلام هو أيضًا كلامه الّذي قَبِله مِن الآب.
لقد أتى الابن من السماء في الطبيعة الإنسانيّة، ليقول لنا كلمات تعود إلى شخصه وإلى شخص الآب. لقد تلقّى كلّ كيانه من الآب، والآب هو مَن يكلّمنا من خلاله، هو الحاضر في وسطنا في جسده.
لذلك، لدينا الثالوث الذي يأتي إلينا عن طريق التجسّد هذا، صوت حنان الله هذا الآتي بيننا ليكلّمنا، ليس من مسافة من أعلى السماء، بل يكلّمنا بصوت بشريّ، بلغة بشريّة، لغة شعب صغير، الآراميّة، لغة كانت مَحكيّة بالقرب من بلاد ما بين النهرين ومن تلك المناطق.
#شربل سكران بألله