إنجيل القدّيس متّى 23-19:2
مَا إِنْ مَاتَ هِيرُودُسُ حَتَّى تَرَاءَى مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ لِيُوسُف، وهُوَ في مِصْر،
وقَالَ لَهُ: «قُمْ، خُذِ ٱلصَّبِيَّ وأُمَّهُ، وٱذْهَبْ إِلى أَرْضِ إِسْرَائِيل، فَقَدْ مَاتَ مَنْ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيّ».
فقَامَ يُوسُف، وأَخَذَ الصَّبِيَّ وأُمَّهُ، وجَاءَ إِلى أَرْضِ إِسْرَائِيل.
ولكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرخِيلاوُسَ يَمْلِكُ عَلى اليَهُودِيَّةِ خَلَفًا لأَبِيهِ هِيرُودُس، خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلى هُنَاك. وأُوحِيَ إِليْهِ في الحُلْمِ فَلَجَأَ إِلى نَواحِي الجَلِيل.
ومَضَى فَسَكَنَ مَدِينَةً تُدْعَى النَّاصِرَة، لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاء: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا».
«وصارَ على مِثالِ البَشَر» (في 2: 7)
مباشرة بعد ولادة الرّب يسوع، انتقل العنف المجانيّ الذي هدّد حياته ليطال عائلات أخرى، مسبّبًا موت الأطفال القدّيسين الأبرياء. من خلال التذكير بهذه المحنة المريعة التي عاشها ابن الله والأطفال من العمر نفسه، تجد الكنيسة نفسها مدعوّة إلى الصلاة على نيّة جميع العائلات المهدّدة من الداخل أو من الخارج... إنّ عائلة الناصرة المقدّسة هي بمثابة تحدٍّ دائم لنا وهي تجبرُنا على التعمّق في سرّ "الكنيسة البيتيّة" وفي كلّ عائلة بشريّة. إنّها بمثابة حافز لنا يحثّنا على الصلاة من أجل العائلات ومع العائلات، وعلى المشاركة في كلّ ما يبعث الفرح والأمل، لكن الهموم والقلق أيضًا.
في الواقع، إنّ الخبرة العائليّة مدعوّة لتصبح تقدمة يوميّة، كعطيّة مقدّسة وذبيحة ممتعة بنظر الربّ. كما أنّ إنجيل تقدمة الرّب يسوع إلى الهيكل يخبرنا بذلك أيضًا حيث أنّ الرّب يسوع، "النُور الّذي يَتَجَلَّى لِلأمم والآيَة المُعَرَّضة لِلرَّفْض"(راجع لو 2: 32 + 34) يرغب في استقبال هذه التقدمة من كلّ عائلة، كما يستقبل الخبز والخمر في الإفخارستيّا. كما يودّ توحيد الخبز والخمر المخصّصَين للتحوّل إلى جسده ودمه مع كلّ الآمال والأفراح الإنسانيّة، وأيضًا مع كلّ العذابات المحتّمة والهموم الخاصّة بحياة كلّ عائلة، من خلال حملهم في سرّ جسده ودمه. إنّ الرّب يسوع يقدّم لاحقًا جسده ودمه في المناولة كمصدر للطاقة الروحيّة، لا لكلّ فرد على حدا فقط، لكن أيضًا لكلّ عائلة.
فلتُساعدْنا عائلة الناصرة المقدّسة على فهم أعمق لدعوة كلّ عائلة تجد في يسوع المسيح مصدرًا لكرامتها ولقداستها.
#شربل سكران بألله