إنجيل القدّيس لوقا 40-36:2
كَانَتْ هُنَاكَ (في أُرشليم) نَبِيَّةٌ طَاعِنَةٌ جِدًّا في أَيَّامِهَا، هِيَ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيل، مِنْ سِبْطِ أَشِير، عَاشَتْ مَعَ زَوْجِهَا سَبْعَ سَنَوَاتٍ مُنْذُ بَكَارَتِهَا،
ثُمَّ بَقِيَتْ أَرْمَلةً حتَّى الرَّابِعَةِ والثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهَا، لا تُفَارِقُ الهَيْكَلَ مُتَعَبِّدَةً بِالصَّوْمِ والصَّلاةِ لَيْلَ نَهَار.
فَحَضَرَتْ في تِلْكَ السَّاعَة، وأَخَذَتْ تُسَبِّحُ الرَّبّ، وتُحَدِّثُ عنِ الطِّفْلِ جَمِيعَ المُنْتَظِرينَ فِدَاءَ أُورَشَلِيم.
ولَمَّا أَتَمَّ يُوسُفُ ومَريَمُ كُلَّ ما تَقتَضِيهِ شَرِيعَةُ الرَّبّ، عَادَا بِيَسُوعَ إِلى الجَلِيل، إِلى النَّاصِرَةِ مَدِينَتِهِم.
وكانَ الطِّفْلُ يَكْبُرُ ويَتَقَوَّى ويَمْتَلِئُ حِكْمَة. وكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْه.
«كانَتْ... مُتَعَبِّدَةً بِالصَّومِ والصَّلاةِ لَيلَ نَهار»
إنّ الشمس الحقيقيّة والنهار الحقيقي يرمزان في الكتب المقدّسة إلى الرّب يسوع المسيح؛ لذا، فعلى الإنسان المسيحيّ ألاّ يستثني أيّ وقت، وعليه دائمًا أن يتعبّد لله. وبما أنّنا في المسيح، أي في النور الحقيقيّ طوال اليوم، فلنكن إذًا دائمي الابتهال والصلاة. وعندما تتوالى الأيّام ويأتي الليل بعد النهار، يجب ألاّ تمنعنا ظلمة الليل من الصلاة: "فلأَنَّكم جَميعًا أَبناءُ النُّورِ وأَبناءُ النَّهار"(1تس 5: 5)، فأنتم دائمًا في النهار حتى أثناء الليل. إذًا، متى يكون في ظلمةٍ مَن كان النور في قلبه؟ ومتى تغيب الشمس ويأتي الليل بالنسبة لمَن كان الرّب يسوع المسيح له شمسًا ونهارًا؟
فلا نتركَنّ الصلاة أثناء الليل. هكذا كانت الأرملة حنّة تنال حظوة عند الله، من خلال المواظبة على الصلاة والسهر كما هو مكتوب في الإنجيل: "لا تُفارِقُ الـهَيكَل، مُتَعَبِّدَةً بِالصَّومِ والصَّلاةِ لَيلَ نَهار". ويجب ألاّ يمنعنا الكسل والإهمال من الصوم والصلاة. بفضل رحمة الله، خُلِقنا من جديد في الروح، وولدنا ولادة جديدة. فَلنتَشَبّه إذًا بما سوف نكون عليه. سوف نسكن في مملكة لا يُخيِّم عليها الظلام على الإطلاق، بل يُضيئها نهارٌ لا غروب فيه. فَلنبقَ ساهرين أثناء الليل كما لو كنّا في النهار. وبما أنّنا مدعوّون في السماء إلى تقديم الصلاة والشكر لله بدون توقّف، فلنبدأ منذ الآن بتقديم الصلاة والشكر لله بدون توقّف.
#شربل سكران بألله