إنجيل القدّيس متّى 6-1:10
دَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ الٱثْنَي عَشَر، فَأَعْطَاهُم سُلْطَانًا يَطْرُدُونَ بِهِ الأَرْوَاحَ النَّجِسَة، ويَشْفُونَ الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.
وهذِهِ أَسْمَاءُ الرُّسُلِ ٱلٱثْنَيْ عَشَر: أَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسُ أَخُوه، ويَعْقُوبُ بنُ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخُوه،
وفِيْلِبُّسُ وبَرْتُلْمَاوُس، وتُومَا ومَتَّى العَشَّار، ويَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى وتَدَّاوُس،
وسِمْعَانُ الغَيُورُ ويَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذي أَسْلَمَ يَسُوع.
هؤُلاءِ الٱثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُم يَسُوع، وقَدْ أَوْصَاهُم قَائِلاً: «لا تَسْلُكُوا طَرِيقًا إِلى الوَثَنِيِّين، ولا تَدْخُلُوا مَدِيْنَةً لِلسَّامِرِيِّين،
بَلِ ٱذْهَبُوا بِالحَرِيِّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل.
سرّ الدعوة
لن أفعل سوى شيئًا واحدًا: هو أن أبدأ بإنشاد ما يجب أن أردّده أبدًا: "مَرَاحِمِ الرَّبِّ" (مز89[88]: 2). عندما فتحتُ الإنجيل المقدّس، وقعت عيناي على هذه الكلمات: "وصَعِدَ الجَبَلَ ودَعا الَّذينَ أَرادَهم هو فأَقبلوا إِلَيه" (مر3: 13). هذا هو سرّ دعوتي وحياتي كلّها وبخاصّة سرّ امتيازات الرّب يسوع على روحي. إنّه لا يدعو الذين يستحقّونه، بل الذين يختارهم، أو كما أخبر القدّيس بولس: "قال الله لموسى: أَرحَمُ مَن أَرحَم وأَرأَفُ بِمَن أَرأَف. فلَيسَ الأَمرُ إِذًا أَمرَ إِرادَةٍ أَوسَعيٍ، بل هو أَمرُ رَحمَةِ اللّه" (رو9: 15-16).
لطالما تساءلت لماذا لدى الله تفضيلات، ولماذا لا تحصل الأرواح كلّها على الدرجة نفسها من النعمة، وأنذهل عندما أراه يغدق بالنّعم الاستثنائيّة على القدّيسين الذين أهانوه مثل القدّيس بولس والقدّيس أوغسطينُس، وكأنّه يدفعهم إلى تقبّل نعمته، أو عندما أقرأ عن حياة القدّيسين الذين احتضنهم الربّ من المهد إلى اللحد دون أن يترك أيّ عائق يقف في طريقهم إلى الارتقاء إليه.
لقد تنازل الرّب يسوع وأعلمني بهذا السرّ. لقد وضع نُصب عينيّ كتاب الطبيعة وفهمت أنّ كلّ الأزهار التي خلقها جميلة... أراد أن يخلق القدّيسين الكبار الذين يمكن أن يُشبَّهوا بالزنابق والورود، لكنّه أراد أيضًا أن يخلق قدّيسين أصغر عليهم أن يكتفوا بأن يكونوا أقحوانًا أو بنفسجًا، خُلقوا ليبتهجوا بنظرات الله عندما يخفضها إلى قدميه. يكمن الكمال في أن نعمل إرادته ونكون ما يريد هو أن نكون نحن عليه.
#شربل سكران بألله