إنجيل القدّيس متّى 15-11:28
جَاءَ بَعْضُ الحُرَّاسِ إِلى المَدِيْنَة، وأَخْبَرُوا الأَحْبَارَ بِكُلِّ مَا حَدَث.
فَٱجْتَمَعَ الأَحْبَارُ والشُّيُوخُ وتَشَاوَرُوا، ثُمَّ رَشَوا ٱلجُنُودَ بِمَبْلَغٍ كَبِيرٍ مِنَ الفِضَّة،
قَائِلِين: «قُولُوا: إِنَّ تَلامِيذَهُ أَتَوا لَيْلاً وسَرَقُوه، ونَحْنُ نَائِمُون.
وإِذَا سَمِعَ الوَالي بِالخَبَر، فَسَوْفَ نُرْضِيه، ونَجْعَلُكُم في أَمَان».
فَأَخَذَ الجُنُودُ الفِضَّة، وفَعَلُوا كَمَا عَلَّمُوهُم. فَشَاعَ هذَا ٱلقَولُ عِنْدَ ٱليَهُودِ إِلى هذَا ٱليَوم.
العظة 90
«وبينَما هما ذاهبتان جاءَ بعضُ رجالِ الحَرَسِ إلى المدينة، وأخبَروا عُظماءَ الكَهَنَةِ بكلِّ ما حَدَث»
إنّ رؤساء الكهنة الذين كان يُفترض بهم أن يرتدّوا، استمرّوا بشرّهم واستَعملوا مال الهيكل لشراء كذبة. لم يَكفِهم أنّهم قتلوا المعلِّم، بل استمرّوا في البحث عن طرقٍ لتضليل التلاميذ. نعم، لقد ترك الحرّاس جسد الربّ يختفي، ورؤساء اليهود أضاعوه. ولكن، لو كان التلاميذ هم الذين أخذوه، فذلك لم يكن بالخفية بل بالإيمان؛ ليس بالحيلة بل بالفضيلة؛ ليس بارتكاب جريمة بل بالقداسة. لقد أخذوه ممتلئًا بالحياة، لا كضحيّة للموت.
فكيف يمكن لرجالٍ مساكينٍ، ما كانوا يجرؤون على الظهور إلى العلن، أن يتجاسروا ويأخذوا جسد معلِّمهم؟ حين كان حيًّا، هربوا جميعًا. فكيف يمكنهم ألاّ يخافوا هذه الجماعة المسلّحة بعد مماته؟ إضافة إلى ذلك، هل كانوا يستطيعون أن يدحرجوا حجر القبر الذي كان يحتاج إلى أشخاص كثيرين للقيام بذلك؟ لو أرادَ التلاميذ أن يأخذوا الجسد، لكانوا تركوه في الكفن، ليس احترامًا له فقط، لكن كي لا يؤخّرهم ذلك فيتمكّن الحرّاس من إلقاء القبض عليهم. بالتالي، فإنّ كلّ ما قيل عن هذه السرقة المزعومة لا يمتّ إلى الواقع بأيّ صلة، وكلّ ما فعله رؤساء اليهود للتعتيم على حدث القيامة لم يؤدِّ سوى إلى إظهاره جليًّا أكثر. ومن خلال الإعلان بأنّ التلاميذ أخذوا جسد يسوع، كانوا يعترفون بأنّ الجسد لم يعد في القبر. غير أنّ الخوف الذي انتابَ التلاميذ والحراسة المشدّدة التي أقامَها الجنود على القبر كانت تثبت بشكل قاطع استحالة عمليّة السرقة هذه.
#شربل سكران بألله