إنجيل القدّيس يوحنّا 15-12:3
قالَ الربُّ يَسوعُ: «كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ الأَرْضِ ولا تُؤْمِنُون، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِذَا كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ السَّمَاء؟
مَا مِنْ أَحَدٍ صَعِدَ إِلى السَّمَاء، إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء، أَي إِبْنُ الإِنْسَان.
وكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة، كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ الإِنْسَان،
لِكَي تَكُونَ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ بِهِ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة.
دراسة عن الرُّوح القدس، 14
«لِتَكونَ بهِ الحَياةُ الأبديّةُ لِكُلِّ مَن يُؤمِن»
تشكّل الرُّموز (أو الصور) وسيلة للكشف عن الأمور التي نتوقّعها عن طريق التقليد. فعلى سبيل المثال، شَكَّل آدم صورة مسبقة عن آدم الذي سيأتي (1كور15: 45)، فيما كانت الصخرة (في الصحراء خلال الخروج) ترمز إلى الرّب يسوع المسيح. أمّا المياه المتدفّقة من الصخرة، فكانت ترمز إلى القوّة المحيية لكلمة الله (خر17: 6؛ 1كور10: 4)، لأنّه قال: "إِن عَطِشَ أَحَدٌ فليُقبِلْ إِلَيَّ" (يو7: 37). وكان المنّ صورة مسبقة عن "الخبزِ الحَيِّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء" (يو6: 51). أمّا الحيّة الموضوعة على سارية، فكانت ترمز إلى آلام المخلّص، وإلى خلاصنا الذي تمّ على الصليب، بما أنّ كلّ "إِنْسانٍ لَدَغَته حَيَّةٌ ونَظَرَ إِلى الحّيَّةِ الْنّحاسِيَّةِ يَحيا" (عد 21: 9). كذلك، فإنّ ما ذكره الكتاب المقدّس عن الإسرائيلييّن الخارجين من مصر كان بمثابة صورة مسبقة عن أولئك الذين يخلصون بالعماد لأنّ أبكار الإسرائيليّين قد خلصوا... من خلال النعمة المُغدَقة على أولئك الذين خُتِموا بدم حمل الفصح الذي كان يرمز إلى دم المسيح...
أمّا السحابة والبحر (خر14)، فقد كانا في ذلك الوقت يقودان إلى الإيمان عبر التأمّل. لكن بالنسبة إلى المستقبل، كانا يرمزان إلى النعمة التي يفترض أن تأتي. "مَن هو حَكيمٌ فلْيَحفَظْ هذه الأُمور ولْيَفطَنْ لِمَراحِمِ الرَّبّ" (مز107[106]: 43). سيفهم أنّ البحر الذي كان يرمز إلى العماد، كان يفصل عن فرعون تمامًا كما ينجّينا العماد من عبوديّة الشيطان. في الماضي، ابتلع البحر الأعداء؛ اليوم، يموت هذا العداء الذي كان يفصلنا عن الله. خرج الشعب سالمًا ومعافى من البحر، ونحن نخرج من جرن المعموديّة كما لو كنّا نقوم من بين الأموات، بعد نيل الخلاص بنعمة ذاك الذي دعانا إليه. أمّا السحابة، فقد كانت ظلّ هبة الروح الذي ينعش أعضاءنا عبر إخمادها لهيب أهوائنا.
#شربل سكران بألله