إنجيل القدّيس يوحنّا 6-1:14
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم! آمِنُوا بِٱللهِ وآمِنُوا بِي.
في بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَة، وإِلاَّ لَقُلْتُهُ لَكُم. أَنَا ذَاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مَكَانًا.
وإِذَا مَا ذَهَبْتُ وأَعْدَدْتُ لَكُم مَكَانًا، أَعُودُ وآخُذُكُم إِليَّ، لِتَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا حَيْثُ أَكُونُ أَنَا.
وأَنْتُم تَعْرِفُونَ الطَّرِيقَ إِلى حَيْثُ أَنَا ذَاهِب».
قَالَ لَهُ تُومَا: «يَا رَبّ، لا نَعْلَمُ إِلى أَيْنَ تَذْهَب، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّريق؟».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ والحَقُّ والحَيَاة. لا أَحَدَ يَأْتِي إِلى الآبِ إِلاَّ بِي.
رسالة إذاعيّة للبابا بيوس الثاني عشر في 23 آذار 1952
الرّب يسوع، الطّريق والحق والحياة، هو نور الضّمير
إنّ الضمير هو النواة الأكثر حميميّة وسرّيّة عند الإنسان. إليه يلجأ الإنسان مع مَلَكاته الروحيّة في عزلة مطلَقة: وحده مع نفسه، أو بالأحرى، وحده مع الله، الذي يُسمَع صوته للضمير. هناك يصمّم على اتّباع الخير أو الشرّ. هناك يختار طريق النصر أو طريق الهزيمة. والإنسان لن ينجح في التخلّص منه، حتّى ولو أراد ذلك؛ سوف يسير مع الضمير كلّ طريق الحياة، إن كان يوافقه أو يدينه، ومعه أيضاً، كشاهد صادق وغير قابل للفساد، سوف يَمثُل لدينونة الله.
فالضمير إذًا هو مكان مقدَّس، يجب أن يتوقّف الجميع على عتبته؛ الجميع، حتّى الأب أو الأمّ، عندما يتعلّق الأمر بالولد. وحده الكاهن يدخل إليه كطبيب النفوس؛ لكنّ الضمير لا يتوقّف عن كونه مكانًا مقدَّسًا محميًّا بغيرة، يريد الله نفسه أن يُحفَظ سرّه تحت ختم أقدس صمت. بأيّ معنى يمكننا أن نتحدّث عن تربية الضمير؟ جلَبَ المخلِّص الإلهيّ للإنسان الجاهل والضعيف حقّه ونعمته: الحقّ ليريه الطريق الذي يؤدّي إلى الغاية؛ والنعمة ليعطيه القوّة ليستطيع الوصول إليها. إنّ الرّب يسوع المسيح هو الطريق والحقّ والحياة، ليس فقط لكلّ البشر معًا، بل لكلّ فرد على حدة.
#شربل سكران بألله