إنجيل القدّيس يوحنّا 4-1:16
قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِئَلاَّ تَعْثُرُوا.
سَيَفْصِلُونَكُم مِنَ المَجَامِع. بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ يَظُنُّ فِيهَا كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُم أَنَّهُ يُؤَدِّي للهِ عِبَادَة.
وسَيَفْعَلُونَ هذَا بِكُم، لأَنَّهُم مَا عَرَفُوا الآب، ولا عَرَفُونِي.
لكِنِّي كَلَّمْتُكُم بِهذَا، حَتَّى إِذَا حَانَتِ السَّاعَةُ تَتَذَكَّرُونَ أَنِّي قُلْتُهُ لَكُم. ولَمْ أَقُلْ لَكُم هذَا مُنْذُ البَدْءِ لأَنِّي كُنْتُ مَعَكُم.
العظة 77 عن إنجيل القدّيس مرقس
«وسيَفعَلونَ ذلك لأنّهم لم يَعرفوا أبي، ولا عَرَفوني»
لقد أعطى الرّب يسوع المسيح لتلاميذه دافعًا جديدًا للتعزية إذ قال لهم: "سَيَفعلونَ ذلك لأَنَّهم لم يَعرِفوا أَبي، ولا عَرَفوني"، أيّ أنّه يكفيكم كتعزية أن تفكّروا بأنّكم تتألّمون من أجلي ومن أجل أبي. ثمّ علّمهم أنّه تَنبّأ لهم بهذه المِحَن كي يتداركَ الاضطراب الذي قد يتملّك القلوب غير المستعدّة نتيجة الأزمات التي لم يتوقّعوها، رغم كونها لفترة قصيرة: "قلتُ لكم هذه الأشياء لِتَذكُروا إذا أتَتِ الساعةُ أنّي قلتُها لكم".
تلك الساعة كانت ساعة الظلمة، ساعة الليل، لكنّ ليل اليهود لم يتمكّن من إحلال ظلامه على أنوار نهار الرّب يسوع المسيح. دافع آخر جَعلَه يُطلعُهم مُسبقًا على هذه المِحَن؛ كي يُقنعَهم بأنّ المستقبل حاضر بالنسبة إليه، كما أعلنَ من خلال هذه الكلمات: "وقد قُلتُ لَكم هذهِ الأَشْياءَ لِتَذكُروا إِذا أَتَتِ السَّاعَة أَنِّي قلتُها لَكم". كما لم يردْ أيضًا أن يقولوا إنّه قامَ بمَدحهم وبإسماعهم كلامًا ممتعًا.
#شربل سكران بألله