إنجيل القدّيس لوقا 44-35:12
قالَ الرَبُّ يَسوعُ: «لِتَكُنْ أَوْسَاطُكُم مَشْدُودَة، وَسُرْجُكُم مُوقَدَة.
وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَع، فَتَحُوا لَهُ حَالاً.
طُوبَى لأُولئِكَ العَبِيدِ الَّذينَ، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُم، يَجِدُهُم مُتَيَقِّظِين. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَشُدُّ وَسْطَهُ، وَيُجْلِسُهُم لِلطَّعَام، وَيَدُورُ يَخْدُمُهُم.
وَإِنْ جَاءَ في الهَجْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَة، وَوَجَدَهُم هكذَا، فَطُوبَى لَهُم!
وٱعْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب.
فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!».
فَقَالَ بُطرُس: «يَا رَبّ، أَلَنَا تَقُولُ هذَا المَثَل، أَمْ لِلْجَمِيع؟».
فَقَالَ الرَّبّ: «مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟
طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هكذَا!
حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُقْتَنَياتِهِ.
العظة الأولى لزمن المجيء
«فَكونوا أَنتُم أَيضًا مُستَعِدّين»
ذابَت نَفْسي شَوقًا إِلى خَلاصِكَ فرَجَوتُ كَلِمَتَكَ"(مز 119[118]: 81)... عندما أرتجي الله، لا بل عندما أفيض بالرّجاء، أُضيفُ أملاً على أمل، حتّى ولو أُضيفت المحنة على المحنة، والمهلة على المهلة. لأنّي على يقين من أنّ "ٱلرُؤيا لِلميقات، وَفي ٱلإِنقِضاءِ تَظهَرُ وَلا تَكذِب. إِن أَبطَأَت فَٱنتَظِرها. فَإِنَّها سَتَأتي إِتيانًا وَلا تَتَأَخَّر" (حب 2: 3) بعد الوقت المحدّد والمناسب.
ما هو هذا الوقت المناسب؟ هو الذي فيه يكتمل عدد إخوتنا (راجع رؤ 6: 11)، حيث سينتهي وقت الرَّحمة الممنوح للتوبة. أصغِ إلى إشعيا... يشرح لماذا يؤجّل الربّ الدينونة: " لِذلك يَنتَظِرُ الرَّبُّ لِيَرحَمَكم ولذلك يَتعالى لِيَرأَفَ بِكم لِأَنَّ الرَّبَّ إِلهُ عَدْلٍ لِجَميعِ الَّذينَ يَنتَظِرونَه" (إش 30: 18). عليك إذاً، إن كنتَ حكيمًا، أن تُحسِن استخدام هذه الفرصة الّتي أتيحت بسبب هذا التأخير. إن كنتَ خاطئًا، فقد أُعطيَت لك للتكفير عن ذنبك لا للعيش في الإهمال؛ وإن كنتَ قدّيسًا، فللتقدّم في القداسة لا للضعف في الإيمان. لأنّه "إِذا قالَ ذَلِكَ ٱلعَبدُ في قَلبِهِ: إِنَّ سَيِّدي يُبطِئُ في مَجيئِهِ، وَأَخَذَ يَضرِبُ ٱلخَدَمَ وَٱلخادِمات، وَيَأكُلُ وَيَشرَبُ وَيَسكَر، فَيَأتي سَيِّدُ ذَلِكَ ٱلعَبد، في يَومٍ لا يَتَوَقَّعُهُ وَساعَةٍ لا يَعلَمُها، فَيَفصِلُهُ وَيَجزيهِ جَزاءَ ٱلكافِرين"...
نعم، إنّ انتظار الربّ حقًّا، إنّما هو الحفاظ على إيماننا به، وإن كنّا محرومين من عزاء حضوره، وعدم اتّباع المجرِّب، ولكن البقاء معلَّقين برجوعه. هذا بالضبط ما يقوله الربّ أيضًا بلسان النبيّ: "إِنَّ شَعْبي مُعَلَّقٌ بِالِآرْتدادِ عنِّي" (هو 11: 7). "مُعَلَّقٌ"، تعبير جميل ودقيق، وهو يعني أنّه، بوجودنا كما بين سماء وأرض، لا يمكننا بعد بلوغ الخيرات السماويّة، دون أن نرغب في لمس الأشياء الأرضيّة.
#شربل سكران بألله