إنجيل القدّيس يوحنّا 28-25:16
قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «كَلَّمْتُكُم بِأَمْثَال، وتَأْتِي سَاعَةٌ لا أُكَلِّمُكُم فيهَا بِأَمْثَال، بَلْ أُخْبِرُكُم عَنِ الآبِ عَلانِيَة.
في ذلِكَ اليَومِ تَطْلُبُونَ بِٱسْمِي، ولا أَقُولُ لَكُم إِنِّي سَأَسْأَلُ الآبَ مِنْ أَجْلِكُم.
فَٱلآبُ نَفْسُهُ يُحِبُّكُم، لأَنَّكُم أَحْبَبْتُمُونِي، وآمَنْتُم أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ لَدُنِ الله.
نَعَم، خَرَجْتُ مِنْ لَدُنِ الآبِ وأَتَيْتُ إِلى العَالَم، والآنَ أَتْرُكُ العَالَمَ وأَمْضِي إِلى الآب».
«في ذلك اليَومِ تَسأَلونَ بِاسمي» (يو 16: 26)
فلنسبّح ونمجّد ذلك الّذي نؤمن بأنّه الكلمة، ربّنا ومخلّصنا، ولنسبّح من خلاله الآب؛ هذه دعوتنا، دعوة لا تقتصر على أيّام معيّنة من السنة، كما يظنّ البعض، إنّما هي فعل مستمرّ ودائمٌ مدى الحياة وبكلّ الوسائل. هتف الشعب المختار: "سَبع مرَاتٍ في النَّهارِ سبَحتُكَ على أَحْكام بِرَكَ" (مز 119[118]: 164)... فالتسبيح ليس محصورًا في مكان معيّن، ولا في معبد أو هيكل مختار، ولا خلال أيّام محدّدة أو أعياد خاصّة. فالمؤمن الحقيقي يسبّح الله طوال حياته وفي كلّ مكان، أي أنّه يعلن عن شكره لمعرفة الحياة الحقيقيّة.
إنّ جوّ الاحترام الذي يبثّه الإنسان الصالح في مجتمعه يعطي فرصة لأولئك الذين يعاشرهم كي يصبحوا صالحين. فكم بالحريّ ذاك الذي يكون دائمًا في حضرة الله من خلال المعرفة ونمط العيش وفعل الشكر؟ كيف يمكن لهذا الشخص ألاّ يصبح صالحًا أكثر كلّ يوم في كلّ شيء: الأعمال والكلام والاستعدادات؟... عندما نحوّل حياتنا كلّها إلى عيد نتيجة ثقتنا بأنّ الله حاضر كليًّا في كلّ مكان، سيغدو عملنا أغنية فرح، وسفرنا نشيد مجد، وسنعيش كما لو كان فعلاً "مَوطِنُنا في السَّمَوات" (في 3: 20).
أودّ أن أتجرّأ وأقول أنّ الصلاة هي لقاء حميم مع الله. في رقّة تمتماتنا، وبدون أن تتحرّك الشفاه، وفي صمت كلامنا، كياننا يصرخ، والله يميل أذنه دائمًا لهذا الصوت الداخلي فينا. أجل، إنّ المؤمن الحقيقي يصلّي مدى الحياة، لأنّ صلاته أضحت سبيلاً للاتحاد بالله، كما أصبح يرفض كلّ ما هو عديم الجدوى لأنّه بلغ نوعًا ما حالة الكمال التي تجعل الحبّ محرّكًا لحياته... فحياته كلّها تصبح ليتورجيّة مقدّسة.
#شربل سكران بألله